: آخر تحديث

قمة ترامب وبوتين: دروس وعبر

1
1
1

تثبت هذه القمة، التي سيكون أول محاورها الحرب الروسية الأوكرانية وقواعد الناتو وأمن روسيا ومجالها الأمني والكثير من المصالح الدولية والمواقف السياسية، نقاطاً تستدعي التأمل حقيقة، لأن مستقبل العلاقات الروسية الأوروبية بات في لحظة يعتمد على لقاء الروس بالأميركيين فقط. وأمن أوروبا سيقرره ترامب وإدارته نيابة عن حكومات ورؤساء أوروبا وبرلمان اتحادها.

وهنا يحق أن نتساءل: أين رأي دول الاتحاد الأوروبي المؤثرة في الصراع الدولي المتاخم لحدودها والمؤثر على مجالها السياسي والاقتصادي والأمني، وحتى استراتيجية الناتو وإطار عمله وعقيدته؟

قد يظن البعض أن هذه القراءة هي فقط نظرة سوداوية تجاه ضعف التأثير الأوروبي اليوم على المسرح الدولي، ولكن الحقيقة التي يعلمها الجميع أن أميركا في عهد ترامب باتت تتحدث نيابة عن أوروبا كلها وهي مخولة لتوقيع اتفاقيات ملزمة حول الأمن الأوروبي. وفي رأيي، أن هذا الاعتقاد يشكل أقصى درجات التسليم، إذ إن ما يوافق عليه ترامب هو ملزم للحكومات الأوروبية بالتأكيد. ثم إن بوتين لو لم تكن لديه القناعة بالتأثير الأميركي على أوروبا لما فتح المجال لحوار غير مجدٍ مع دولة بعيدة عن خط التماس الساخن ولا تقدم له ما يطمح إليه.

دول الاتحاد الأوروبي اليوم في أضعف عصر لها خلال قرن ونصف، وأصبحت تبعيتها لأميركا محل استغراب كبير، إذ إن قرار الأمن الأوروبي كأنه مُصادَر تماماً، والأجهزة الأمنية والدوائر السياسية تقف على رصيف الانتظار، تترقب فقط، وتأمل، وتذعن إلى ما سيقرره الكبار خلال قمتهما في الإسكندرية.

وإذا كان هذا هو الواقع، فكيف سيحمي الاتحاد الأوروبي مصالحه الدولية في ظل هذا الغياب، وهو لا شك ليس غياباً اختيارياً، ولا مبرراً، وسيترك أثره الواضح خلال زمن قصير.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.