: آخر تحديث

من يُحجِّم شهية إسرائيل في العدوان؟!

0
0
0

خالد بن حمد المالك

لا قرارات، ولا اتفاقيات، ولا قوانين، تلزم إسرائيل باحترام أي منها، فسياسة العدوان، جزء مهم من عقيدتها، والتوسع، والاحتلال، والسلوك غير الإنساني متجذِّر في أعماق صهاينة إسرائيل، منذ ولادتها عام 1948م واحتلالها لجزء من الأراضي الفلسطينية، وفقاً للتقسيم، لإقامة هذا الكيان العدواني بامتياز.

* *

هذه الدولة العنصرية، كلما ضعفت، تسارعت دول الغرب إلى معاضدتها، وحين تكون في حالة حرب فهم شركاء معها، وعندما تكون هناك قرارات إدانة لها في مجلس الأمن، وفي المحاكم الدولية الجنائية، ندد بها، وعوقب من أصدرها، واستخدم الفيتو لإفشالها.

* *

لا توجد دولة في العالم تحصل على هذا الدلال، والدعم وتُناصر على عدوانها، وتُؤيَّد في توسعها واحتلالها لأراضي جيرانها، غير إسرائيل، فهي تقتل، وتهجِّر، وتهدم، وتحرم الماء والدواء والغذاء لمن هم من غير الإسرائيليين، دون وجل أو خوف من المساءلة والعقاب.

* *

وكل الصور، والمشاهد، والأحداث، المعلنة، تتناقلها وسائل الإعلام تدين تل أبيب، ولا من دولة صديقة لإسرائيل، أو مجاملة لها، أو مخافة من غضبها، إلا والتزمت الصمت، إن لم تكن تشارك إسرائيل في نفيها وإنكارها، وتحميل المسؤولية عنها للطرف الآخر.

* *

وهكذا تحولت المنطقة منذ قيام إسرائيل إلى منطقة كوارث، وخوف، واستباحات، وحروب، وقتل، وعدم استقرار، بسبب هذا العدو اللعين، وبسبب التسامح مع جرائمه، وجعله دولة استثنائية في التعامل معها وفقاً للقوانين المطبَّقة على جميع دول العالم.

* *

إسرائيل جرَّت العالم إلى كره كل من يدعم هذا العدو، بانحيازه، ومحاولة تحسين صورة إسرائيل، والتبرير لأفعالها الشنيعة، وأطماعها التوسعية التي لا تنتهي في لبنان وسوريا، وتهدِّد دولاً أخرى بأن ينالها ما نال غيرها، إما بعدوان عليها، أو باحتلال أراضٍ من أراضيها.

* *

والسؤال متى يتوقف العدوان الإسرائيلي، ويوضع حد لهذا التهور، وينطلق الحل بإيجاد حدود لإسرائيل تعترف بها، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، حتى تغلق ملف مطالب إسرائيل، وادعاءاتها بأن وجودها مرهون بعدم إقامة دولة فلسطينية؟

* *

القرار بيد الولايات المتحدة الأمريكية، فهي من تستطيع إلزام إسرائيل بذلك، خاصة بعد اعتراف 159 دولة بفلسطين، وقبول العالم بخيار الدولتين، بما ينصف الفلسطينيين، ولا يمس الدولة الإسرائيلية بسوء.

* *

ودون هذا الحل، حتى مع انتصارات إسرائيل في حروبها بعد أحداث السابع من أكتوبر، فسوف تظل في حالة قلق، وخوف، وعدم استقرار، حتى وهي تمتلك القوة العسكرية، وتجد هذا الدعم من الدول الغربية، لأن قوة إسرائيل مرهونة باستمرار هذا الدعم، وهو لن يستمر، فقد بدأت هذه الدول وشعوبها حالة ملل من دعم لعدوان غير مقبول.

* *

ما نتمناه من الولايات المتحدة، ودول أوروبا، والعالم كله، أن يتحرك بجدية ومسؤولية، ومن شعور بالندم على الضحايا المدنيين الذين قُتلوا، والدمار الهائل الذي أصاب قطاع غزة، نحو إقامة الدولة الفلسطينية، ترجمة لخيار الدولتين، المبني على قرارات الشرعية الدولية، إحقاقاً للحق، وتحمُّلاً للمسؤولية، وحمايةً للأنفس البريئة من القهر والظلم والمعاملة غير الكريمة، وتحقيقاً للسلام العادل في المنطقة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد