عاش شاطئ نصف القمر بالمنطقة الشرقية، على مدى أسبوع كامل، مشهدًا اجتماعيًا واسعًا لكأس نادي الصقور 2025، حيث اجتمع الصقّارون وهواة تربية الصقور وعموم الجمهور في إطار أتاح لهم تقديم علاقتهم العميقة بالصقر، تلك العلاقة التي عبّرت عن جانب أصيل من الذاكرة السعودية، ومنحت الموروث مساحة ممتدة داخل حدث معاصر، إنه ارتباط إنسان هذا الوطن بالأرض والبحر وكائناتها الجميلة لزمن طويل كان ومازال وسيبقى معه.
وجد المشاركون في مسابقة الملواح مجالًا يعكس روح التنافس المنظم، إذ تقاطعت مهارات الصقارين مع حضور الجمهور في أجواء منحت الصقر مكانته الرمزية، وأظهرت قيم الانضباط والالتزام المصاحبة لهذا الموروث، كما مثلت الكأس وجهة أعادت تقديم الصقارة عبر نمط حديث مكّن المشاركين من التعبير عن ارتباطهم بتاريخ طويل تجدد مع كل موسم من مواسم الصقارة، إنه تاريخ يعلم الأجيال مجموعة من القيم ويربطهم بها.
إن الفعاليات المصاحبة لمنافسات كأس نادي الصقور بمركز الظهران إكسبو في المنطقة الشرقية، شكّلت امتدادًا ثقافيًا للحدث المتميز، إذ استقطبت الكثير من الزوار بمحتوى تفاعلي عرض ملامح الصقارة من زاوية معرفية، وعرفت الزائر بأدواتها وأساليبها، إلى جانب عروض ثقافية يومية ومساحات مخصصة للتجارب التعريفية، مما خلق حضورًا قادرًا على ربط الأجيال الجديدة بتفاصيل هذا المجال بصورة عملية.
اتسعت دائرة المعرفة للزائر بتجارب أضافت أبعادًا جديدة للمشهد، حيث تنوعت العروض الحية بين فنون السامري والخماري والفن الأحسائي، إلى جانب جلسات قصصية قدمها رواة مختصون، ومناطق أتاحت للزائر متابعة جوانب الصقارة عن قرب، مما جعل الزيارة أكثر ثراءً ودفعًا للفضول تجاه هذه الهواية الجميلة.
وفي مشهد الكأس هذا العام، برزت تفاصيل منحت التجربة بعدًا إضافيًا، حيث وجد الزائر فرصة اكتشف من خلالها الصقارة عن قرب، وتابع حضور الصقر كعنصر راسخ في الذاكرة السعودية، ومعه تحولت المنافسات والفعاليات المصاحبة إلى مساحة مفتوحة للتعرّف على هذا العالم بكل هدوئه ودقته، ليخرج الزائر من أسبوع الكأس بصور وانطباعات أعمق عن هذه الهواية المتجذّرة.
يبقى الإنسان السعودي وفيا ومخلصا للأرض والبحر ولكل ما ينتمي لهما من كائنات، وسيتابع بشغف كل ما يتصل بالموروث الشعبي الوطني.

