: آخر تحديث

تركي بن سلطان.. وجه الإعلام ووجيه الثقافة!

0
0
0

عبده الأسمري

ما بين مهام «الإعلام» وإلهام» المهام» كتب سيرته على صفحات «التاريخ» ورسخ مسيرته في ومضات «الترسيخ». في حضوره تبارت «موجبات» العزائم وعزائم «الواجب» وبعد رحيله تكاملت فصول «الحقائق» وأصول «الوقائع» وتجلت «سلطنة» السمعة على مرأى «المآثر» واكتملت إضاءات «الصيت» في أفق «المعاني».

حفيد «مؤسس» وسليل «إمارة» وأمير «ضياء» بنى «صروح» الذكر على أركان «السمو» وحصد «وميض» الاستذكار في آفاق «العلا».

إنه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله أحد أبرز الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة ووجه «الإعلام» المضيء البارز في سجلات التنمية والوطنية.

بوجه أميري تسكنه ومضات «الصمت» وتقاسيم تتشابه مع والده وتتماثل مع أخواله ومحيا عامر بأناقة «أميرية» زاهية وحضور بارز مشفوع بإضاءات «التأثير» وتواجد مؤثر شافع بإمضاءات «الأثر» وعينان واسعتان تسطعان بنظرات الفطنة وملامح ودودة مزيجة ما بين «الهيبة والطيبة» يكسوها صمت «الوجاهة» وشخصية ودودة «الجانب» لطيفة «القول» شفافة «الرأي» مجللة بتواضع «جم» ولغة «فاخرة» قوامها عمق «التخصص» ومقامها أفق «الاختصاص» مع مكنون ثقافي ينبع من «حنكة «النفس ومخزون إعلامي يتجلى من «حكمة» الذات قضى الأمير تركي بن سلطان من عمره عقودا وهو يرفع راية «الإعلام» ويوظف غاية «المهام» ويرسخ «أسس» النماء ويكتب للوطن ملاحم من «البر» ويمنح للأجيال مناهج من «الطموح» ويرسل للعالم «منهجيات» من التمثيل الإعلامي والتأصيل المهني في «سيرة» مباركة كانت حاضرة في مشاهد الإنجاز وناضرة في شواهد الاعتزاز لرجل دولة ورمز إعلام وأنموذج تميز وضع أسمه في قوائم «البارعين» ومقامات «المبدعين» في ثنايا العلم وعطايا العمل.

في الرياض «جوهرة» المجد وعاصمة «القرار» ولد عام 1959 وتفتحت عيناه على أسرته المباركة في قصر والده الأمير سلطان العامر بالمكارم والغامر بالفضائل وانطلقت أصداء «البهجة» بقدومه كفارس جديد انضم إلى «كتيبة» الأبناء الأكارم من سلالة «سلطان الخير» وامتلأت الأجواء «العائلية» بصدى «الفرح» ومدى «السرور» ابتهاجاً بالمقدم المبارك والقدوم الميمون..

تعتقت نفسه طفلاً بنفائس «القيم» في بلاط أبيه الممتلئ بسخاء «التوجيه» وضياء «الوجاهة» وبوصلة «الوجهة» شطر القدوة المثلى في التربية والتوصية والنصح والمشورة فاكتمل «المقام» بدراً في أبعاد الزمان والمكان.

نشأ صغيراً مكللاً بغنائم «النصائح» ومغانم «اللوائح» في مجلس والده والتي ملأت قلبه برياحين «السمو» ومضامين» الرقي» وغمرت وجدانه بمقومات «الوطنية» ومقامات «الإمارة» فكبر وفي داخله ضياء «الأماني» وأمام ناظريه إمضاء «التفاني»

ركض مع أخوته وأقرانه بين القصور الملكية والمجالس الأميرية وانجذب صغيراً إلى «مناهج» الحكمة في بلاط والده وظل ينهل من معين» المعارف» بين أمهات الكتب وتوسمت «أعماقه» بحب الإعلام مبكراً حيث كان مطلعاً على الجديد ومولعاً نحو المستجد في شؤون «الصحافة» ومتون «الحصافة» وشجون «الثقافة» التي شكلت له «زوايا» منفرجة على «الاطلاع» و»مدارات» مبهجة من الاستطلاع مكنته من صناعة» الفارق» بواقع الإثراء ووقع الاستقراء في سن مبكرة حددت له معالم» المستقبل» بخطوط عريضة من عمق الامنيات إلى أفق المنجزات.

توطدت علاقته صغيرا بالابتكار وتوشحت ذاكرته بالانتصار فظل يسابق بعد نظره حتى حصد «الامتياز» بوقائع «التفوق» بين أبناء جيله وأمام زملاء دراسته.

انتظم في التعليم العام وأنهاه بنجاح ثم أكمل دراسته الجامعية عام 1400هـ/ 1401هـ الموافق 1980م/ 1981م، وحصل على درجة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الملك سعود ولأنه شغوف بالعلم حريصاُ على العلا واصل تعليمه العالي في الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة سيراكيوز بولاية نيويورك وحصل على درجة الماجستير في مجال الإعلام الدولي ونال المرتبة الأولى التي مكنته من الحصول على مدة تدريب عملي لمدة سنة في محطة التلفزيون الأمريكية سي بي إس ممثلاً لولاية نيويورك عام 1402هـ/ 1982م.

في عام 1982 عُيّن مشرفاً على إدارة الصحافة في وكالة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام وفي 1986 تم تعيينه مستشاراً إعلامياً بوكالة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام بالمرتبة العاشرة.

وفي عام 1990 عُيّن وكيلاً مساعداً للتخطيط والدراسات بوزارة الإعلام بالمرتبة الرابعة عشرة. وفي عام 1996 تم تكليفه بأعمال وكالة الوزارة للإعلام الخارجي بالمرتبة الخامسة عشرة. ثم تم تعيينه وكيلاً لوزارة الإعلام للإعلام الخارجي بالمرتبة الخامسة عشرة وفي عام 1422 هـ صدر الأمر السامي الملكي بتعيينه مساعداً لوزير الإعلام بالمرتبة الممتازة. وفي عام 1426هـ صدر الأمر السامي بالتمديد له مساعداً لوزير الثقافة والإعلام لمدة أربع سنوات. وفي عام 1430 هـ صدر الأمر السامي بالتمديد له مساعداً لوزير الثقافة والإعلام لمدة أربع سنوات وتم تكليفه بالإشراف على القنوات الرياضية السعودية وتطويرها.

ترأس الأمير تركي عدداً من اللجان بوزارة الإعلام في كثير من المناسبات مثل لجنة الحج واليوم الوطني ومهرجان التراث والثقافة كما ترأس اللجنة التحضيرية لتغطية احتفالات السعودية بمرور مائة عام على تأسيسها عام 1419 هـ وفي عام 1415 هـ تم تعيينه عضواً في مجلس الأمناء بمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية.

كان الأمير تركي وجهاً بارزا في منظومة المشاركات الخارجية والدولية حيث رأس وفد الإعلام الخارجي في تصفيات آسيا للأولمبياد في كل من (سنغافورة، ولوس أنجلوس) عام 1404 هـ وترأٌس وفد الإعلام الخارجي المشارك في تغطية معارض المملكة بين الأمس واليوم لعدة مواسم وفي عدة دول وشارك في معرض السعودية في لوس أنجلوس عام 1410هـ وإسبانيا عام 1412هـ.

أعد الأمير تركي دراسة إعلامية رفيعة المستوى قدمها لوزراء الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الذي عقد بعد تحرير الكويت عام 1413هـ.

رأس اجتماعات مسئولي الإعلام الخارجي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال الفترة من 1417هـ وحتى عام 1420هـ.

وشارك في اجتماعات وزراء الإعلام العرب في كل من تونس، والقاهرة عام 1418هـ وترأٌس وفد المملكة للاجتماع السادس لوزراء الإعلام في دول عدم الانحياز الذي عقد في كوالالمبور، بماليزيا عام 1426هـ وترأٌس وفد المملكة لاجتماع وزراء الثقافة والإعلام الذي عُقد في الإمارات العربية المتحدة عام 2005م.

انتقل الأمير تركي بن سلطان إلى رحمة الله يوم الثلاثاء 12 صفر 1434هـ الموافق 25 ديسمبر 2012م ووري جثمانه ثرى «العود» بمدينة الرياض، وقد تناقلت وسائل الإعلام خبر رحيله على نطاق واسع وتم استعراض مآثر ومناقب الفقيد وما تركه من بصمات جلية على خارطة العمل الإعلامي والتنموي والوطني والخيري والإنساني.

تركي بن سلطان.. وجه الإعلام ووجيه الثقافة الذي اغترف من «مشارب» الأمارة يقين «الأمانة» وانتهل من «دروب» الجدارة عون «المكانة» فكان الحقيق بإضاءات «الاقتدار» والمستحق لإمضاءات «الاعتبار».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد