: آخر تحديث

يا آسفاه أن تحملي دكتوراه!

4
4
2

 

المواقف ليست بيانات تُقرأ، ولا شعارات تُرفع، بل هي قرارات تُختبر في الميدان. فالمشهد يضعك في الصورة، ويجعلك ترى اللوم والعتب، بينما هي تمضي في توقيع الاتفاقيات وإبرام الصفقات مع من يُفترض أنه الخصم. هذا التناقض الفجّ بين القول والفعل، بين الشعارات الرنّانة وخلفياتها السياسية، يكشف زيف النضال المصطنع الذي تديره حسابات باردة، تُسخَّر فيها المواقف كأدوات إسقاط وخديعة.

إنَّ الدول التي تحافظ على مواقفها الثابتة والراسخة تكون أكثر مصداقية أمام شعوبها والعالم، إذ لا تتغير مواقفها بتغيّر الأهواء أو المصالح المؤقتة، بل تظل متسقة مع مبادئها وثوابتها. وفي المقابل، نجد من يلجأ إلى التوظيف الإعلامي والسياسي للمواقف، فيحوّل قضية شعب منكوب إلى مسرح للشعارات والعبارات التي تخالف التوجّه والمنطق، مما يؤدي إلى تشتّت الموقف الموحّد وضعف التأثير.

وفي المحصّلة، يظل القرار الثابت، المرتكز على المبادئ الراسخة والاستراتيجية بعيدة المدى، وأوراق الضغط على الدول من خلال الاعتراف الرسمي، هو الضمان الحقيقي لنصرة القضايا العادلة. فبدون قرار واضح وثابت، تتحوّل المواقف إلى أقوال وتنظير، وحالة من التردّد والارتباك، تضيع معها فرص النجاح في حل الأزمات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.