: آخر تحديث

عبدالعزيز بوبي

4
3
3

أرسل لي الفنان عبدالعزيز بوبي دعوة لحضور معرضه الشخصي الرابع في أتيليه جدة، الذي كان افتتاحه يوم 30 يونيو، وللأسف كنت خارج البلاد فلم أتمكن من الحضور، ولذلك وبمجرد عودتي التي كانت بعد شهر من الافتتاح؛ ولسعادتي ولأن موسم المعارض كان متوقفاً، فقد تمكنت من مشاهدة المعرض، ما عدا جدارية جميلة رأيت صورتها كانت قد غادرت لمقتنيها.

عبدالعزيز بوبي، فنان متمكن له قصة تعطينا فكرة عن الحياة ومقدراتها التي لا نملك أمامها إلا الاستسلام مع النضال، معاً، تشكل هذه الموازنة الفوز في معركتها.

كان عبدالعزيز الطالب اللامع، قد بدأ الدراسة كطالب طب في بلده الصومال، نشبت الحرب فرحل مع أهله إلى السعودية، وهنا تبدأ حكاية الفن. توقفت آماله لأن يكون طبيباً لكن بدأت رحلته مع عالم الفن، وما كان موهبة، أصبح عملاً وتحقيقاً للذات.

عمل في المركز السعودي للفنون التشكيلية سنين طويلة، درس الفن بشكل ذاتي، ووصل فيه إلى مستوى رفيع. مثّل بلده في العديد من المعارض داخل وخارج المملكة، ونال العديد من الجوائز، الفن منذ الثمانينات هو عالم عبدالعزيز بوبي، وهذا ما تعلمه لنا الحياة، إذا أحببت وأخلصت، نلت ووصلت.

عبدالعزيز بوبي، الذي يدير أتيليه جدة مع صاحب الأتيليه هشام قنديل، لا يزال يعمل في الفن، بكل إخلاص وتواضع، لا يتحدث كثيراً، وإذا تحدث فعليك أن تصغي له، هو يعطيك رأيه بدون أن يفرضه وبدون تعالٍ أو أستاذية، ولكن، بخبرة ودراية.

في معرضه الأخير، يحافظ على أسلوبه الذي بدأه منذ العام 2006، وهو أسلوب متميز ونادر، سلكه فنانون آخرون، لكن عبدالعزيز أخلص له، وأصبح سمته المميزة، بصمته، كما تسمى في عالم الفن.

لم أجد مسمى للأعمال التي يقوم بها بوبي، فهي ليست فن الشارع، لأن فن الشارع يقوم به الفنان في الشارع على جدران حقيقية، وليست جرافيتي، لأنها المرادف تقريباً لفن الشارع، ما يقوم به عبدالعزيز هو ترجمة لما يشعر به تجاه هذا الفن، يقوم بنقل فن الجدار من الشارع إلى لوحته، وهو حين يفعل ذلك، ينقل لنا إحساسه وملخص ما يدور في عقله تجاه هذا الفن. الحروف والخطوط والألوان كلها تحكي كيف يرى بوبي الحياة، ماذا دار وماذا يدور فيها، هذه طريقته في تعريفنا بخلاصة تجربته وتأملاته، وهي طريقة تشبهه تماماً، فيها صفاء وعمق في الوقت ذاته.

شكراً عبدالعزيز بوبي على هذا الفن الجميل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد