حمد بن عبدالله القاضي
* الأوقاف بوابة للعمل الخيري المستدام في تقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية والخيرية
وقد جاء إنشاء الهيئة العامة للأوقاف لتنظيم الأوقاف والمحافظة عليها وتطويرها وتوسيع مسارات الإفادة منها في إطار شروط واقفيها انطلاقا من مقاصد الشريعة الإسلامية بتحبيذها للأوقاف والحث عليها.
* * *
وقد انطلقت الهيئة بتحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها في زيادة وتعزيز وتحقيق أهداف الأوقاف الخيرية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي السنوات الأخيرة برز بشكل مشهود ما تنهض يه الهيئة وما أنجزته للحفاظ على الأوقاف وتنميتها وتوجيهها للمنافع التي يحتاجها الناس والوطن وتحقيق غاية الواقف من وقفه.
* * *
وقد رأينا ثمار ما قامت وتقوم به الهيئة حيث أضحت الأوقاف مساهمة في دعم وتمويل المشروعات التنموية والاجتماعية ونجحت برفع كفاءة إدارة الأوقاف وتطويرها وحوكمتها.
ولهذا الغرض أوجدت الهيئة محافظ تنموية كان لها أثرها الكبير بتوفير خدمات جليلة لضيوف الرحمن والمشاركة بأعمال اجتماعية مباركة يحتاجها المجتمع كبناء المساجد والمساكن والمنشآت الصحية والتعليمية وسقيا الماء والعناية بالفئات الأكثر احتياجا.
* * *
وقد تحولت مصارف الوقف بالتخطيط والجهد الكبير الذي بذلته الهيئة إلى برامج نوعية مستدامة.
وقد أبهجنا حين ترجمت الأرقام ما أنجزته الهيئة بفضل الله ثم بجهود القائمين عليها ففي عام 2024 بلغ عدد المصارف 27 مصرفا وقفيا ووصل حجم الإنفاق عليها إلى أكثر من 2-5 مليارات ريال كما دعمت منصة إحسان وحدها بـ «250» مليون ريال وارتفعت أصول الصناديق الاستثمارية المرخصة إلى أكثر من مليار ريال .. منجزات كبيرة مباركة.
* * *
وفي الجانب التنظيمي والتشريعي أقرت الهيئة عدداً من التنظيمات والتشريعات التي تضمن حماية الأوقاف والمحافظة عليها وإحيائها فضلا عن نجاحها بتيسير خدماتها رقميا عبر منصة «توكلنا» وغيرها وقد حازت على عديد من الجوائز في مشروعاتها المتميزة التي تحقق أهدافها كجائزة العمل التطوعي في مسار تفعيل التطوع.
* * *
وأشير لمقترح طرحته على الهيئة ببرنامج «عن قرب» بقناة المجد الفضائية مساء الأحد الماضي ووجدت معه تفاعلا كبيرا وتحبيذا له وهو عدم قصر بعض الواقفين أوقافهم على بناء المساجد إذا لم يكن هناك حاجة لها فالأولى توجيه بعض وقفهم أو بعضه لفضاءات أخرى كبناء المستوصفات ومراكز التأهيل والمدارس وكلما ازدادت المنفعة كان الثواب أعظم ولعله يكون للهيئة تنظيم ودور في إرشاد وتوعية الواقفين للأكثر احتياجا أكان مسجدا أو غيره وحين يكون النفع أكثر فثمة أجر أكبر.
* * *
وبعد: لقد تحققت أهداف القيادة من إنشاء الهيئة العامة للأوقاف ودعمها وسنّ الأنظمة التي تيسر لها المزيد من الانتفاع بالأوقاف بعد أن كان بعضها معطلا وبعضها لا يتم إدارتها بشكل جيد.
أحيي القائمين على الهيئة العامة للأوقاف على جهودهم المباركة وعلى ما بذلوه من أجل تحقيق الهيئة أهدافها حفاظا على الأوقاف وتنمية لها وسعيا لتفعيل رسالتها في خدمة المجتمع ونماء الوطن وإقامة المشروعات المباركة.
وشكرا لمعالي رئيس مجلس إدارتها أ. محمد الجدعان وسعادة محافظها أ. عماد الخراشي ونوابه وكافة مسؤولي الهيئة ومنسوبيها وفقهم الله.