افتتح سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، حيث ألقى خطاباً شاملاً اتسم بالرصانة وعمق الدلالة، وجاء حافلاً بالرسائل المهمة التي تعكس مكانة المملكة وإنجازاتها.
أبرز الخطاب الملكي ما حققته المملكة في ظل رؤية السعودية 2030 من إنجازات نوعية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وما تضمنته من مسارات فاعلة للتمكين في مختلف المجالات. وقد جاء تأكيد سمو ولي العهد على ما تحقق في سوق العمل السعودي شاهداً على هذا التطور، ولا سيما لجهة خفض معدلات البطالة وارتفاع مشاركة المرأة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، وهو ما يعكس عمق التحولات التنموية الشاملة التي جعلت المواطن محور الأولويات. وأكد سموه أن المملكة ماضية في خدمة المواطن، والعمل على زيادة دخله، وتحسين جودة الحياة.
ولم يقتصر الخطاب على الشأن الداخلي، بل حمل موقف المملكة الثابت تجاه القضايا العربية، إذ شدد سمو ولي العهد على إدانة الاعتداءات الغاشمة على الشعب الفلسطيني في غزة، وما يتعرض له من جرائم التجويع والتهجير القسري، مؤكداً أن أرض غزة فلسطينية وحق أهلها ثابت لا يُنتزع بعدوان ولا تلغيه تهديدات، وأن موقف المملكة راسخ في حماية هذا الحق والعمل الجاد على منع انتهاكاته. كما جدد التأكيد على موقف السعودية الداعم لدولة قطر وإدانة ما تعرضت له، مشدداً على تضامن المملكة ووقوفها إلى جانبها ضد أي اعتداء.
لقد كان خطاباً للعزة والرفعة، خطاباً جعل السعوديين أولاً، والمسلمين ثانياً، يقفون إجلالاً وتقديراً لسموه، ويرددون بصدق وإخلاص: "لله درك يا نجل الملك سلمان". كلمات تعكس إعجاباً وفخراً بما يقدمه ولي العهد في سبيل المملكة العربية السعودية، وفي خدمة قضايا الوطن، والدول الخليجية والعربية عموماً. كما أكد الخطاب على ما تضطلع به المملكة من حراك دبلوماسي متميز، يرسخ مكانتها ويجعل العرب جميعاً يقفون لها احتراماً وتقديراً، ولا سيما جهودها في توثيق العلاقات الدولية للمملكة، سواء على الصعيد الخليجي أو العربي أو العالمي.