: آخر تحديث

‏القوة والتحول MBS

12
11
8

‏محمد بن سلمان ليس مجرد ولي عهد للمملكة العربية السعودية، بل هو قائد شاب يتولى مسؤولية واحدة من أكثر الدول تأثيرًا في المنطقة والعالم. في دولة فتية يتجاوز عدد الشباب فيها 70% من عدد السكان، يمثل محمد بن سلمان نموذجًا للقائد القريب من شعبه، المتفهم لطموحات جيله، والعازم على دفع بلاده نحو مستقبل أكثر ازدهارًا. حيث نجحت القيادة السعودية في بناء جسور الثقة مع المواطنين، مما عزز من تماسك الدولة وأمنها واستقرارها.
‏منذ صعوده إلى السلطة، أطلق الأمير محمد بن سلمان العنان لتحولات كبرى في مختلف المجالات، سواءً في الاقتصاد، أو السياسة، أو المجتمع، مما جعل المملكة تحت قيادته قوة صاعدة ذات تأثير عالمي. ويعكس أسلوبه في القيادة إدراكًا عميقًا لمتطلبات العصر، مستندًا إلى رؤية واضحة تجمع بين التحديث والانفتاح على العالم، والحفاظ على الهوية الوطنية والدينية.
‏وكما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا تربوا أولادكم على ما نشأتم عليه، فقد خلقوا لزمان غير زمانكم"، فإن الأمير محمد بن سلمان هو ابن هذا الجيل، يفهم احتياجاته، ويتحدث لغته، ويدرك أن بناء المستقبل لا يكون إلا باستثمار طاقات الشباب وتمكينهم من قيادة التغيير.
‏وأعمل حاليا على إنجاز كتاب يستعرض القيادة السلمانية وجهود سمو ولي العهد في القفز بالمملكة العربية السعودية لمرحلة متقدمة تتجاوز فيها كل التحديات لتكون احد الدول الرئيسة، ليس في منطقتنا العريية والإسلامية فقط، بل على مستوى العالم لتأخذ مكانها أقليميا ودوليا كأحد الدول الرئيسة في كافة المجالات، والتحولات التي شهدتها المملكة خلال الفترة القصيرة الماضية.
‏أخترت لهذا الكتاب عنوان يعكس رؤيتي لما يحدث من تطورات يعمل هذا الكتاب وهو: (القوة والتحول MBS)، على توثيق هذه التحولات من خلال استعراض تاريخ المملكة، والتطورات التي شهدتها منذ تأسيسها، وصولًا إلى المرحلة الحالية من التغيير الجذري بقيادة محمد بن سلمان.
‏إنه ليس فقط سجلًا للأحداث، ولكنه تحليل استراتيجي لكيفية نجاح القيادة السعودية في إعادة رسم مستقبل البلاد، وكيف يمكن لهذه التجربة أن تقدم دروسًا للدول الأخرى.فمع التحولات الكبيرة التي شهدتها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، أصبح لها دور متزايد في المشهد العالمي، ليس فقط كقوة اقتصادية وسياسية، ولكن أيضًا من خلال أدوات القوة الناعمة مثل الثقافة، والدبلوماسية، والتأثير الإعلامي، والمساعدات الإنسانية. يتناول الكتاب محاور رئيسية تشمل التاريخ السياسي للمملكة، وصعود محمد بن سلمان، ورؤية 2030، والتحديثات الاجتماعية، والدور الإقليمي والدولي للمملكة، بالإضافة إلى استشراف المستقبل.

‏وأخيرا … لا شك ان الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية كوسيط دولي بين دول العالم لحل النزاعات الإقليمية والدولية هو تأكيد للمكانة الاستثنائية التي وصلت اليها المملكة في الساحة العالمية. وقد أكّد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، أن الدبلوماسية السعودية تسعى بجهود مكثفة للوساطة بين الدول لحل النزاعات بالطرق السلمية، وتعزيز الحوار والتفاهم والتقارب من أجل سلام مستدام، وهو امر نجحت فيه الرياض على مر السنين الماضية في اكثر من مناسبة.
‏ويعكس الدور الذي تقوم به الرياض حاليا بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية لحل المشكلة الاوكرانية وانهاء النزاع الدائر منذ سنوات هذا الدور المتنامي للملكة وهو دور اعترفت به واشنطن وموسكو والإقرار ببروز  السعودية بصفتها لاعباً رئيسياً، ليس فقط لكونها وسيطاً موثوقاً، بل لما قد تحققه من مكاسب استراتيجية واقتصادية، عبر تعميق علاقاتها مع موسكو وكييف، والمشاركة مستقبلاً في جهود إعادة الإعمار والاستثمار في البنية التحتية الأوكرانية، ما يعزّز مكانتها على خارطة النفوذ الدولي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.