: آخر تحديث

لا للمساومة الدولية مع النظام الإيراني!

2
2
2

 

ليس هناك ما يمكن أن يدعو للتعجب من الموقف الحازم لخامنئي من العرض الأميركي للتفاوض ورفضه القاطع له، إذ إن النظام الإيراني، وطوال مختلف مراحل المفاوضات الدولية معه فيما يرتبط ببرنامجه النووي، كان يريد مفاوضات تتيح له مساحة معينة للمراوغة واللعب، كما إنه كان يصر على عدم ربط أي موضوع أو مسألة أخرى من تلك التي تثير قلق بلدان المنطقة والعالم بالبرنامج النووي، رغم أن النظام يريد من وراء مساعيه السرية في برنامجه النووي أساسًا الحصول على الأسلحة النووية كي يفرض نفسه وسياساته ونهجه كأمر واقع على المنطقة وعلى الشعب الإيراني.  

وهناك ملاحظة مهمة أخرى يجب أيضًا أخذها بعين الاعتبار، وهي سعي النظام للمطاولة في المفاوضات والتذرع بأمور ومسائل أبعد ما تكون عن جوهر ما هو مطروح ومطلوب منه، وهو في مطاولته هذه يريد جرجرة المفاوضين إلى مرحلة حاسمة وحساسة، كأن تكون نهاية فترة الرئاسة، كما حدث في عهد الرئيس الأميركي الأسبق أوباما في عام 2015، حيث قام النظام الإيراني بالمماطلة والتسويف حتى أوصل المفاوضات إلى الأيام الأخيرة لولاية أوباما، الذي كان يريد إنهاءها بتحقيق الاتفاق النووي الذي كان وفق ما يريده ويشتهيه النظام الإيراني. والمثير للسخرية أنهم سعوا لتكرار السيناريو نفسه مع جو بايدن في أواخر أيامه، لكن خابت ظنونهم عندما لم يحدث ذلك، بل وحتى كانت الانتكاسة الأكبر للنظام الإيراني عدم فوزه في الانتخابات وفوز غريمه، الذي يعلمون أنه كابوس بالنسبة لهم.  

خامنئي يعلم أن ما يريده ويطالب به ترامب يختلف كثيرًا عما كان يريده سلفاه أوباما وبايدن، فهو لا يريد اتفاقًا شكليًا كالذي تم إبرامه في تموز (يوليو) عام 2015، وإنما يريد اتفاقًا يحسم البرنامج النووي ويضع حدًا للمخاوف الدولية. إلى جانب ذلك، وكما تبين من المطالب الثماني التي ذكرها الأكاديمي الإماراتي، المستشار السابق لرئيس دولة الإمارات، نقلًا عن عدة مصادر، فإن ثلاثًا منها تتعلق بتدخلاته في اليمن ولبنان والعراق، وهو ما يعني أن ما يطالب به ترامب يتجاوز كثيرًا ما كان يطالب به سلفاه. ومن الواضح أن موافقة النظام الإيراني على هكذا مطالب، ولا سيما "التوقف الكامل عن البرنامج النووي الإيراني، وإغلاق جميع منشآت تخصيب اليورانيوم"، ووضع مهلة زمنية مدتها شهران لتنفيذ هذه المطالب، تعني أن النظام يوقع هذه المرة على اتفاق يعترف فيه أمام شعبه بأنه كان مخطئًا منذ بدايات تأسيسه وحتى الآن، وأن عليه دفع الثمن رغمًا عن أنفه!  

من دون شك، المطلوب من المجتمع الدولي عمومًا، والأميركيين خصوصًا، التمسك بنهج الحزم والصرامة في التفاوض والتعامل مع هذا النظام، لأنه الأسلوب الوحيد الذي يفهمه والذي يفيد معه، ولا سيما أنه مضطر أولًا وآخرًا لتحمل وزر ومآل سياساته المشبوهة والخاطئة ودفع ثمنها الذي سيكلفه في النهاية مصيره!  

وفي الثامن عشر من آذار (مارس)، وبمناسبة حلول العام الإيراني الجديد ورسالة النوروز، صرحت مريم رجوي قائلة: "الاستبداد الديني بكل شروره يجب أن يُستأصل من جذوره، من معتقلاته للتعذيب ومراكز الحرس إلى برنامج القنبلة النووية".  

في خطابٍ له قبل أيام، حاول خامنئي، مذعورًا أمام عناصر النظام في الجامعات، إنكار نيته لبناء سلاح نووي، لكن إذا لم يكن هذا الادعاء كذبًا، وهو كذلك، فلماذا تم إنفاق أكثر من تريليوني دولار من أموال الشعب المحروم على البرنامج النووي طوال هذه الثلاثين عامًا؟ في حين أن هذا البرنامج المشؤوم لا يوفر حتى 2 بالمئة من احتياجات البلاد من الكهرباء. والآن، في كل من الصيف والشتاء، تتدهور حياة الناس وتعليمهم وعلاجهم وإنتاجهم وأعمالهم بسبب نقص الكهرباء، مما يؤدي إلى تعطيل وأزمات مستمرة.  

شعب إيران مصمم على أن هذا الوضع يجب أن ينتهي. لقد قلنا منذ سنوات ونكرر: "إيران حرة وغير نووية، مع فصل الدين عن الدولة وجمهورية ديمقراطية خالية من نظامي الملالي والشاه".  

إيران حرة وغير نووية
في مواجهة شرور النظام، يجب على المجتمع الدولي ألا يتأخر أكثر في تفعيل آلية الزناد. هذا النظام يشكل تهديدًا للسلام والأمن العالمي، ويجب أن يُدرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.  

لكن الحل النهائي للإرهاب وافتعال الحروب من قبل الملالي وبرنامجهم لصناعة القنابل النووية هو إسقاط النظام بواسطة الشعب الإيراني، من خلال المقاومة والانتفاضة وجيش الحرية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.