: آخر تحديث

ملهاة الدولة الفلسطينية!

2
2
2

رشاد أبو داود

تعتزم 15 دولة، تتقدمها فرنسا، الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، أغلب هذه الدول أوروبية ومعها كندا، السبب المباشر لهذا الاعتراف هو الضغط على حكومة نتنياهو المتطرفة لوقف الحرب على غزة وغير المباشر إحياء مسار حل الدولتين. في إعلان نيويورك أطلقت فرنسا و14 دولة أخرى نداء جماعياً يدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطين.

غير أن الأهم موقف بريطانيا مسقط رأس وعد بلفور الذي بموجبه أقيمت إسرائيل، فقد قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وفقاً لبيان صادر عن الحكومة، إن بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، وتستوفي شروطاً أخرى. ليته لم يقل ما لم.. وما بعدها!

وأوضح ستارمر أن بإمكان إسرائيل تجنب هذه الخطوة من خلال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وتأكيد أنها لن تضم الضفة الغربية، والالتزام بمسار سلام يؤدي إلى حل الدولتين. خطوة جيدة، لكن ما جدوى هذا الاعتراف وما انعكاساته على الأرض؟.

بعد يوم من إعلان نية الاعتراف بدولة فلسطينية صوّت الكنيست الإسرائيلي لصالح ضم الضفة تحت الاسم التوراتي يهودا والسامرة، وأيده في ذلك السفير الأمريكي في تل أبيب مستخدماً التعبير ذاته.

لقد تمرد نتنياهو على الكل.. لا يرى سوى نفسه وتحول إلى دكتاتور.. أقال كل القادة العسكريين والسياسيين الذين بدأوا معه الحرب على غزة. أحاط نفسه فقط بالمستوطنين المتطرفيْن سموتريتش وبن غفير رافعي راية: أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات!

مشاريع حل الدولتين لم تكن في الواقع سوى ملهاة سياسية تمرر خلالها إسرائيل مشاريعها التوراتية.. فمنذ 1947 تبنت الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين مرفقاً بخرائط تحدد حدود الدولتين، فيما شكلت القدس كياناً ثالثاً تحت إشراف دولي..

وحسب اتفاقيات أوسلو الموقعة عام 1993، كان يفترض قيام دولة فلسطينية بحلول 1999. وفي 30 أبريل 2003، عرضت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط والتي تضم الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، خريطة طريق تنص على إقامة دولة فلسطينية بحلول 2005.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد