: آخر تحديث

الشيخة حصة.. ومشكلة ضعف «الحركة الثقافية»

6
4
4

للشيخة حصة صباح السالم سمعة طيبة، محليا وعالميا، في عالم الآثار والتراث والثقافة والفن، وفي زيارتي الأخيرة للبحرين سمعت أكثر من إشادة من شخصيات كبيرة بجهودها الطيبة هناك، وعلاقتها المتميزة بالشيخة مي الخليفة، حارسة ثقافة وتراث البحرين الأمينة، ودور الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد، هناك.

كما كان للشيخة حصة، وفريقها المميز، دور محوري في حفظ الكثير من تاريخ الكويت وتراثها، وأهم منجزاتهم وقف هدم مبنى مستشفى الإرسالية الأمريكية، المبنى التاريخي اللصيق بتاريخ الكويت، وريادتها في أكثر من مجال، وحفظه من النسيان، والنجاح في تحويل المستشفى التاريخي لصرح يستحق الزيارة. ولا ننسى في هذه العجالة الإشادة برعايتها المستمرة لدار الآثار الإسلامية، الوعاء الثقافي والفني الأهم في الدولة. وكم أتمنى أن يكون لها ولفريق الدار دور، ربما بالتعاون مع الشيخة مي الخليفة، في الاعتناء ببعض مبانينا القديمة، والديوانيات، واستخدامها كحاضنات للمقتنيات المهمة، سواء التي تعود للدولة أو لمجموعة من محبي هذه الثروات، الذين سبق أن تطرقت لجهودهم في مقال سابق، وأولها مقتنيات متحف المرحوم طارق رجب، الذي أغفلت سهوا التطرق له في مقالي المذكور عن جامعي ومقتني الآثار في الكويت، خاصة أنه المتحف الأهم حاليا، خارج النطاق الرسمي، ويستحق بالفعل مكانا أكثر سعة وأفضل موقعا.

ولأسباب لا حصر لها، لا يبدو أن هناك أملاً في أن يتخذ المجلس الوطني زمام المبادرة في مثل هذه المواضيع، وبالتالي يتطلب الأمر تحرك جهات شعبية، غير ربحية، كدار الآثار الإسلامية، لحلحلة الوضع الثقافي الراكد، والتواصل مع الشركات الكبرى، وجهات أخرى، للقيام برعاية مثل هذه الأمور الثقافية العالية القيمة والأهمية. كما أشير بالذات إلى مبنى قصر الشيخ عبدالله الجابر وقصر الغانم في دسمان، اللذين يمكن استخدامهما في أنشطة ثقافية عدة، بدلا من بقائهما على وضعهما الحالي، بالرغم من جهود الشباب في وزارة الإعلام، وإمكانية عدم توفر فكرة واضحة لدى الوزارة عما سينتهي له وضعهما مستقبلا.

كما أن مجموعة الصباح، العائدة للشيخ ناصر والشيخة حصة، تستحق أن يشاهدها الكل، والاستفادة والتمتع بما تحتويه من كنوز غنية، وآثار ووثائق إسلامية نادرة.

لقد سبقتنا مناطق مثل العلا، وبيوت البحرين، وبيوت السلطة في زنجبار، في جهودها الحثيثة للحفاظ على تراثها الوطني، ونحن لا يجب أن يمنعنا شيء من اللحاق بها، فلا نحتاج لغير القرار، وشيء من الإرادة، فلا نزال نتميز بالكثير، عن غيرنا، والذي، إن أُحسن استغلاله، كالثروة البشرية، والخبرة الطويلة، لنتج عن ذلك تحقيق الرائع من المنجزات.


أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد