: آخر تحديث

حزام صديقنا الناري

0
0
0

ازدادت أخيراً نسبة الإصابة بالحزام الناري، الذي يسبب أياماً طويلة من الألم تمنع المصاب من الحركة والنوم، والخروج من البيت. ولا يبدو أن أحداً يعلم السبب وراء هذه «الهبة»، المفاجأة أن المصابين بمرض السكري أكثر استجابة له، خاصة في الحالات القوية، وهذا يضعف من جهاز المناعة لديهم، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، نتيجة تنشيط الفيروس الخامل المسبب للحزام الناري.

أشار عدد من الخبراء إلى أن أحد الفيروسات المسببة للحزام الناري هو من مجموعة العائلة الفيروسية المسببة لمرض الجدري الذي غالباً ما يصاب به خلال فترة الطفولة. ونظراً لأن هذا الفيروس يبقى بعد الشفاء من المرض كامناً وخاملاً في الجسم، ويسكن بشكل خاص في العقدة الظهرية Dorsal Ganglion لذا فمعظم من أصيبوا بمرض الجدري في مرحلة سابقة من عمرهم، عرضة للإصابة بالحزام الناري مع تقدمهم في العمر.

ووفقاً للدكتور ياسر غضنفر، استشاري الباطنية والروماتيزم والحساسية والمناعة، فإن هناك نوعين من الفيروسات التي تسبب الإصابة بمرض الحزام الناري، الهربس البسيط، الذي ينتقل عن طريق الفم والقبل واللعاب، والثاني الهربس الذي ينتقل عن طريق ممارسة الجنس.

من أعراض هذا المرض ظهور بثور أو فقاعات مائية، تمتد على شكل حزام وردي (أو أحمر) على سطح ‫الجلد، والشعور بالمعاناة من ألم حارق في منطقة الإصابة. وغالباً ما تصاب منطقة حول الجذع (حول الظهر) وتتخذ شكل شريط أو حزام (مما يبرر تسميتها بالحزام الناري)، وعادةً ما تكون على جانب واحد من الجسم. وفي حالات نادرة قد يظهر الحزام الناري بالقرب من العينين أو الأذن أو الدماغ، مما يزيد خطر الإصابة بشلل في ملامح الوجه أو ظهور أضرار دائمة في العين وحاسة البصر، وإن لم يتم علاجه جيداً، فقد يصيب العصب بأضرار تؤدي إلى استمرار شعور المصاب بنوبات من الآلام العصبية (الحارقة) في المنطقة المصابة لأشهر عدة وحتى سنوات. علما بأن الأكثر عرضة للاصابة بالحزام الناري من يتناولون عقاقير مضادة للمناعة، ومن تعدو عمر الخمسين، والمصابين بضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول، ومن يأخذون عقاقير الكورتيزون، والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، مثل الالتهاب المزمن في الشعب الهوائية.

يصعب الوقاية من فيروسات الحزام الناري، لأسباب تتعلق بطريقة معيشتنا، وطبيعة الفيروس المسبب للمرض، فوق أنه مرض معد، لكن يمكن السيطرة على أعراض الحزام الناري عبر العلاج، التي قد تستمر لفترة ثم تختفي. ولكن نسبة من المصابين تستمر الأعراض لديهم بشكل شديد، ويصابون بالمضاعفات مثل حدوث ضرر في الأعصاب أو العين، وقد تتطلب علاجاً لفترة طويلة. أو قد يتضرر عصب في الجسم (غالباً في اليد أو الرجل أو الوجه) مما يسبب ألماً شديداً وأعراضاً تتطلب العلاج لفترة تمتد لسنوات. ومن هنا تأتي أهمية أخذ التطعيم لتفادي مضاعفات هذا المرض. وقد وفر العلم الحديث لقاحات بإمكانها تثبيط نشاط الفيروس المسبب للحزام الناري. وتنصح الإرشادات الطبية بأن يخضع لهذا التطعيم كل شخص لديه الاستعداد للإصابة بهذا المرض.


أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد