: آخر تحديث

هلا «بيان».. وداعا للسيد «روتين»

2
3
2

سهم بن ضاوي الدعجاني

لم يعد «الذكاء الاصطناعي» أداة تقنية فقط، بل تجاوز هذا المفهوم الضيق ليصبح عنصراً تكاملياً ضمن «فريق العمل»، لذا جاءت الآنسة «بيان» لتصبح أول موظفة ذكاء اصطناعي، تعمل على إنجاز مهام كثيرة منها: تسهيل التواصل الداخلي داخل منظومة العمل وتعمل بشكل احترافي على تحسين تدفق المعلومات بل وتقدم الدعم الفوري لفرق العمل بشكل يعزز وضوح المهام، ويقلل من نسبة التكرار ويساعد زملاءها الموظفين على أداء أعمالهم بكفاءة وانسيابية أكبر، وهذه المهام التي تقدم بشكل افتراضي ستسهم في سرعة اتخاذ القرار وتقليل الأعمال المكررة وتحسين جودة الرسائل والبيانات داخل منظومة العمل مما يخلق لفرق العمل فضاءات من الابتكار والتخطيط والتواصل الحيوي يخرج منظومة العمل من مأزق «الروتين» إلى فضاء الإنجاز وتوفير الوقت والجهد.

و«بيان» هي أنموذج متقدم لاستثمار تقنيات المستقبل وتعزيز التكامل النوعي بين الإنسان والتقنية في بيئات العمل اليومية، وستصبح أول عضو في مجموعة أوسع من الموظفين الافتراضيين الذين سيتم دمجهم تدريجيا في مختلف الإدارات لأداء مهام محددة وقابلة للقياس تشمل دعم العمليات، وتحليل البيانات، والتفاعل الذكي مع زملائها الموظفين بكل رقي وجودة تقنية، والأجمل من هذا كله أن «بيان» ستعمل بشكل مستمر لتقديم خدمات استباقية لدعم المحتوى وتحليل احتياجات فرق العمل داخل المنظومة بشكل منهجي مما سيسهم في خلق تجربة عمل تتصف بالمرونة والتجديد والتكامل وتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

السؤال الحلم

متى ستصبح موظفة الذكاء الاصطناعي الآنسة «بيان» جزءا من رحلة التطوير المستدام لمنظومة العمل؟ في نظري أن هذا سيتحقق إذا خضعت هذه الموظفة الافتراضية لبرنامج تدريبي يطور من مهاراتها الذكية لتقديم جرعات من الإبداع المستدام في بيئة العمل، وقبل هذا تتدرب -الله لايهينها- على ثقافة بث روح الطمأنينة بين زملائها الموظفين خاصة التقليديين منهم، لتصلهم رسالة واضحة بأنها ليست هي «لعنة» الذكاء الاصطناعي، التي ستحل عليهم وتخطف فرصهم الوظيفية وتقلص من مساحة حضورهم، بل وتتسبب في انقراضهم، وهذا في نظري سيجنبها «الإخفاقات البشرية «و»تقلبات المزاج» والكثير من الصراعات داخل بيئة العمل بين زملائها البشر، لتبقى متربعة افتراضيا على عرش «التكامل» بين الإنسان والتقنية في مؤسساتنا الحكومية والخاصة، مما يخلق للوطن بيئات عمل أكثر فاعلية ويوفر على المدى البعيد حلولاً ذكية تزيد من الجودة والكفاءة في مختلف مفاصل التنمية المستدامة، بعيدا عن قيود وتعقيدات السيد «روتين».

أخيراً

يجب أن نعلم أن الموظفة الافتراضية «بيان» هي فكرة لصندوق الاستثمارات العامة وتحديداً لـ»شركة لين»، إحدى الأذرع التقنية لهذا الصندوق العابر للقارات، بل «العابر» نحو الأحلام بشركاته وطموحاته وأفكاره الاستثمارية غير المسبوقة من أجل بناء الوطن الحلم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد