إيلاف من لندن: في قلب إنكلترا، ووسط رمال الزمن التي طمست معالم تاريخية، كشف علماء الآثار عن كنز مخفي منذ آلاف السنين: قطعة فسيفسائية خلابة كانت تخبئها مدينة روكسيتر الرومانية.
هذا الاكتشاف المذهل لم يكن مجرد فسيفساء عادية، بل كان لوحة فنية غنية بالألوان الزاهية، من الأبيض والأحمر إلى الأزرق والأصفر، تصور مشاهد للحياة البحرية بأسماكها ودلافينها.
روكسيتر، المدينة الرومانية التي كانت تضاهي بومبي في أوج عظمتها، لا تزال تروي قصصًا من ماضيها العريق من خلال آثارها الباقية. كان اكتشاف الفسيفساء مفاجأة غير متوقعة لعلماء الآثار الذين كانوا يتوقعون العثور على بقايا من القرن الرابع فقط. لكنهم، خلال عمليات التنقيب، وجدوا أنفسهم أمام قطعة فسيفساء يعود تاريخها إلى القرن الثاني، مما يعكس الذوق الرفيع لمالكها الثري.
وفقًا لروجر وايت، عالم الآثار في جامعة برمنغهام، فإن تصميم هذه الفسيفساء فريد من نوعه ولم يُعثر على مثيل له في روكسيتر من قبل. وأضاف أن هذا العمل الفني المذهل تميز باستخدام ستة ألوان، وقد تم استيراد الحجارة المستخدمة من خارج المنطقة المحلية، ما يشير إلى أن صاحبها كان على دراية بأحدث صيحات الموضة في ذلك الوقت.
العلماء يعتقدون أن الفسيفساء نجت عبر العصور لأنها كانت مدفونة تحت أنقاض البناء، مما حافظ على ألوانها وزخارفها البديعة. كان الهدف من هذا البناء ربما رفع الجزء الداخلي من الغرفة في القرن الثالث أو الرابع، ما ساهم في حماية هذه القطعة الفنية من الضياع.
وين سكوت، كبير أمناء العقارات في مؤسسة التراث الإنجليزي، أعرب عن دهشته من هذا الاكتشاف. وقال إنهم كانوا يأملون فقط في العثور على جدران المبنى، ولكن بدلاً من ذلك وجدوا فسيفساء رائعة تحت طبقات من التاريخ.
هذه الفسيفساء الآن ليست مجرد قطعة من الماضي، بل هي نافذة نادرة تطل على حياة وذوق سكان روكسيتر القدامى، وتروي حكاية حضارة كانت تنبض بالحياة منذ قرون.