: آخر تحديث
استعاد بداياته المبكرة وأبرز الأفلام التي طبعت مسيرته الفنية

لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و"ماتريكس"

3
1
3

إيلاف من مراكش: خلال حلوله ضيفا على فقرة "حوارات"، الثلاثاء، ضمن فعاليات الدورة الثانية والعشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، استعرض الممثل والمخرج والمنتج الأميركي لورنس فيشبورن، وجهة نظهره بخصوص الممارسة السينمائية وما رافقها من تحولات ومستجدات، مستحضرا محطات من تجربته الغنية، والعلاقة الثرية والمثمرة التي جمعته بعدد السينمائيين، منذ طفولته المبكرة إلى أن صار واحدا من أبرز نجوم السينما في العالم.

روح السينما

تحدث فيشبورن، عن السرد السينمائي والمكانة التي تحتلها القصة، باعتباره قلب وروح السينما، هذا الفن الذي قال إنه سيظل محافظا على حيويته وقوته الجاذبة، ضدا على ما تقترحه الثورة التكنولوجية من مستجدات.

كما رسم فيشبورن صورة للمثل، الذي يتعين أن يكون متعدد الأوجه، مشيرا إلى أن تجسيد الشخصية يستلزم الاشتغال بعمق على الصوت واللغة والإيقاع لإنتاج تجربة أصيلة يتفاعل معها الجمهور.
واستحضر، في هذا الصدد، تجربته الشخصية، وكيف أن اهتمامه الدائم بالتفاصيل والبيئة المرجعية للشخصية أثرى أداءه، بشكل سمح له بتجسيد حكايات ومواقف مختلفة بكثافة ودقة.

ماتريكس

عن بدايات مسيرته الفنية، تذكر فيشبورن كيف جسد شخصية مورفيوس في ثلاثية "ماتريكس"، مشيرا الى أنه بدأ التمثيل في سن العاشرة في مسرح نيو فيدرال بنيويورك، وهو مسرح أسسه فنانون سود شباب كانوا يتطلعون إلى تقديم أدوارهم الخاصة.

وعد فيشبورن شخصية مورفيوس، التي تقمصها في "ماتريكس"، إنجازا كبيرا أتاح له الوصول إلى جمهور عالمي. كما توقف عند محطات محورية في مسيرته الفنية، متذكرا كيف اضطر، منذ سنوات مراهقته إلى التعامل مع صناعة معقدة، حيث كان يكذب أحيانا بشأن عمره للحصول على أدوار معينة، ولكن دائما بانضباط صارم واحترام عميق لقواعد الفن الدرامي، مشيرا إلى أن كل مشروع تمثيلي كان يمثل بالنسبة إليه فرصة لاستكشاف أبعاد جديدة من التمثيل، من المسرح إلى التلفزيون، والسينما المستقلة، الى الإنتاجات الدولية الكبرى.

تخللت اللقاء الحواري مشاهد من أفلام فيشبورن، ذكرت الجمهور الحاضر في مسار ممثل بدأ منذ الطفولة، وصقلت تجربته عبر تجارب صنعت له الكثير، وتعاون مثمر مع سينمائيين مرموقين، وتأمل مستمر في القصص التي ينقلها إلى الشاشة.

سيرة غنية

تمتد مسيرة فيشبورن الفنية عبر عقود طويلة. كانت بدايته السينمائية في فيلم "كورنبرِد، إيرل وأنا"، وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره. وفي الخامسة عشرة، ظهر في فيلم فرانسيس فورد كوبولا الشهير "نهاية العالم الآن".

وتضمّ مسيرة هذا النجم العالمي مجموعة واسعة من الأعمال المميزة، من أبرزها أداؤه الأيقوني لشخصية مورفيوس في ثلاثية "ماتريكس" للأختين واتشوسكي، إضافة إلى مشاركته في فيلمي جون سينجلتون "فتيان في الحي" و"التعليم العالي"، وفيلم "اللون الأرجواني" لستيفن سبيلبرغ، و"البحث عن بوبي فيشر" لستيفن زيليان، و"النهر الغامض" لكلينت إيستوود، وكذلك الفيلمين الكلاسيكيين "منحنى الرجل الميت" لبيل ديوك و"ملك نيويورك" لأبيل فيرارا.

وتميّز فيشبورن بقدرة لافتة على أداء أدوار مختلفة ومتنوعة، ما جعله يحصد عدداً من الجوائز والتكريمات. فقد نال جائزة "توني" عام 1992 عن مسرحية "قطاران يركضان"، وفاز بجائزة "إيمي" عام 1993. وفي العام نفسه، رُشّح لجائزة "الأوسكار" لأفضل ممثّل عن تجسيده لشخصية آيك تيرنر في فيلم "ما علاقة الحب بالأمر؟".

وفي عام 2000، شارك في تأسيس شركة "سينما غيبسيبروديكسيون" التي أنتجت أعمالاً نالت استحساناً واسعاً، من بينها فيلم "أكيلا والنحلة"، والمسلسل الناجح "بلاك - يش"، إضافة إلى الأعمال المشتقة من المسلسل والتي شارك في التمثيل فيها أيضاً.

شخصيات ملهمة

تمنح فقرة "حوارات" برنامجاً فريداً يوفر فضاءً للتفكير حول السينما وتقاسم الشغف بها بصيغة مختلفة. من على المنصّة، تضفي هذه الشخصيات، التي أبدعت أمام الكاميرا أو خلفها، الحياة على السينما بكل تنوّعاتها، وتتقاسم مع الجمهور ما يشكّل رؤيتها ويعزّز التزامهم بالفن السابع.

يتعلق الأمر بسلسلة من اللقاءات الحميمية والضرورية في الوقت نفسه، تقدّم رؤى متقاطعة حول العملية الإبداعية، وحول القوى التي تحرّك عالم السينما اليوم. كما تكشف عن جزء من الغريزة والتأمّل اللذين يتخلّلان المسار الإبداعي، لتستعرض الكيفية التي تتمّ بها عملية التصوير والإخراج والتمثيل والإنتاج والكتابة، وكذلك دعم الأفلام ومواكبتها. لحظات لتبادل التجارب والخبرات تُسهم في توسيع روح المهرجان، وتجعل منه فضاءً لتقاسم معنى السينما، وفرصة لتتساءل فيها عن ذاتها، وتعيد ابتكار نفسها من خلال التفاعل مع الآخرين.

وفضلا عن فيشبورن، تستضيف فقرة "حوارات" نخبة من أبرز الشخصيات الملهمة في السينما العالمية المعاصرة: المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو، والمخرج والسيناريست والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، والمخرج وكاتب السيناريو الأسترالي أندرو دومينيك، والممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر، والمخرج والسيناريست والمنتج الهندي كاران جوهر، وبيل كرامر، المندوب العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، والمخرج البرازيلي كليبر ميندونسافيلهو، والمخرج الإيراني جعفر بناهي، والممثل الفرنسي طاهر رحيم، والممثلة المصرية يسرا ، فضلا عن حوارين ثنائيين، يجمع الأوّل بين الممثلة الفرنسية البلجيكية فيرجيني إيفيرا، والممثلة والمغنية الإيطالية الفرنسية كيارا ماستروياني، فيما يتناول الثاني موضوع "تصوير الذاكرة: بين التاريخ الجماعي والتجربة الحميمية"، بمشاركة المخرجتين المغربيتين أسماء المدير وكريمة السعيدي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات