: آخر تحديث

في سوق الأسهم.. استثمر بالمعرفة أولاً!

1
1
0

محمد سليمان العنقري

عالم أسواق المال مليء بالتشعبات والمعلومات، والأهم من كل ذلك للأفراد وجود الفرص للربح والاستثمار الذي يساعد بتنويع مصادر الدخل وتنمية الثروة، إلا أن اقتناصها والتمركز الصحيح بالسوق يحتاج لجهد كبير قائم على قراءة مستقبل القطاعات والشركات، وذلك بعد أن تلم بالمعلومات الكافية عن قوة الاقتصاد وتوجهات الإنفاق والاستثمار فيه، وبما أن مثل هذا الاهتمام قد يجد البعض صعوبة في الإلمام به فتجد التوجه غالباً للمضاربات السريعة والاعتماد على التوصيات الخاصة والشائعات التي يتم تناقلها بين المتداولين، ولذلك تجد تقلبات بأداء المحافظ لأغلب المتداولين على المدى القصير مما يجعل قراراتهم محكومة بالعاطفة والتغذية المتبادلة مع لون الشاشة.

ولذلك، فإن أفضل وأهم ما يجب أن يركز عليه أي متعامل مع السوق هو ن يستثمر بالمعرفة ويعزز من وعيه ومعلوماته عن أسواق المال ومخاطرها قبل مكاسبها حتى يستطيع أن يستفيد منها، وأن تحكم قراراته المعرفة السليمة ولا يتأثر بالتقلبات التي تحدث بحركة الأسعار بين فترة وأخرى بل يركز على تحقيق أهدافه من الاستثمار بعد أن يجمع المعلومات ويتعلم الاستفادة منها حتى ينمي ثروته ويحسن من دخله.

فما حدث بسوق الأسهم السعودي في الربع الثاني تحديداً من تراجع وضغط على الأسعار معاكساً اتجاه أغلب الأسواق العالمية، وحتى أسواق المنطقة، يفترض أن يكون درساً مهماً حول عدم التأثر بكل ما كان يعزى كأسباب للتراجع رغم أنها عالمية المصدر، إلا أن أسواق العالم كانت تصعد واستردت خسائرها وحققت ارقاما قياسية جديدة؛ مما يعني أن المتداول او المستثمر كان يفترض أن يقرأ السوق بطريقة تعتمد على البحث عن الفرص وليس أسباب الهبوط التي لم تعد مقنعة لأن الاسواق الخارجية لم تتأثر بها بنهاية المطاف وعادت للارتفاع سريعاً.

واذا كان الفرد غير قادر على زيادة معرفته بعالم الأسهم ولديه رغبة بالاستثمار فيها فبهذه الحالة الأفضل أن يتجه للمؤسسات المالية ويستثمر عبر الصناديق او باتفاقية إدارة الاصول حسب معايير واشتراطات كل مؤسسة على أن يعقد اتفاقاً واضحاً معهم يتضح فيه أهداف وتوجهات الاستثمار الذي تبني عليه تلك المؤسسات قراراتها، وهل تتطابق مع أهدافه ببناء ثروة تعزز من قوته مالياً لكي ينوع دخله بما يعينه على تلبية متطلباته في الحياة.

عالم المال والاستثمار يحتاج دائماً للمعرفة؛ فهي التي تساهم بحماية المستثمر من المخاطر وتعينه على اختيار الفرص المناسبة، وألا يعتمد فقط على التوصيات والاشاعات في تداولاته فقد يحقق مكاسب من بعضها ولكن أي تراجع بالسوق قد يذهب بكل مكاسبه إذا لم يكن على معرفة بالقيمة المناسبة للسهم الذي يستثمر أو يضارب به ويعرف متى وقت التخارج النهائي منه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد