: آخر تحديث

في ذكراك يا وطني

1
2
2

خالد بن حمد المالك

غداً الذكرى 95 لليوم الوطني، وكلما كنا على الموعد مع ذكرى اليوم الوطني، عادت بنا الذكريات إلى أيام الأمجاد والعز والشجاعة والبطولات التي خلَّدها التاريخ.

* *

وكلما حلَّ بنا موعد اليوم الوطني، انتشينا فخراً واعتزازاً وكبرياءً بما انتهى بنا المطاف منذ توحيد المملكة وإلى اليوم من إنجازات غير مسبوقة.

* *

هكذا يقول التاريخ، وهكذا تتحدث الأحداث، ويفسر هذا الشموخ الذي يعيشه ابن الوطن، مستفيداً من الرخاء والأمن والحياة الحرة الكريمة.

* *

ومع إطلالة اليوم الوطني، حيث الذكرى السنوية الاحتفالية باليوم الوطني ستكون صورة موحّد هذا الكيان الكبير في أذهاننا، وفي عمق مشاعرنا كما هي دائماً.

* *

فالملك الفارس عبدالعزيز -رحمه الله- كان ملكاً استثنائياً، فهو الزعيم الوحدوي الذي لم يتكرر، وصاحب مشروع الدولة العظمى التي تمتد من الخليج العربي شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً، وفي مساحة شاسعة تلامس شمالاً دول عرب الشمال وجنوباً حيث بحر العرب.

* *

همة الملك عبدالعزيز وشجاعته وإصراره حدد بها أهدافه وحققها، ولم يسترح المحارب الكبير إلا بعد أن امتلك لدولته كل هذه الأراضي المقدسة والاقتصادية والجغرافية.

* *

دلّوني على زعيم على مستوى العالم يمكن أن يقارن بما أنجزه الملك عبدالعزيز، أعطوني اسماً واحداً حقق لدولته مثل ما حققه الملك عبدالعزيز، رغم فوارق الإمكانات البشرية والعسكرية التي تميل لمصلحة غيره.

* *

فما قام به الملك عبدالعزيز، وما أنجزه خلال مرحلة استرداد البلاد وتوحيدها كثير ومهم وعظيم، لكن المهم أيضاً أنه زرع في أبنائه خلاصة تجربته، ورباهم على الوفاء بالوعد والعهد للمحافظة من بعده على هذا الإرث العظيم.

* *

لهذا رأينا أبناءه: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- يكملون المسيرة، ويحافظون على مصالح البلاد، ولا يفرطون بشيء منها، ولا يتهاونون في سباق مراحل التطوير من ملك إلى آخر.

* *

وما نراه الآن في عهد الملك سلمان وعضده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يمثِّل إضافات غير مسبوقة، وتجديداً وابتكارات استثنائية، وعملاً تتفوق فيه المملكة على غيرها في سرعته ونوعيته وأهميته.

* *

لقد تخلَّصت المملكة في هذا العهد الزاهر من كل المعوقات التي كادت أن تعرقل هذه المسيرة الطيبة، تارة باسم الدين، وأخرى باسم التقاليد، إلى أن حرَّرها سلمان ومحمد من هذه الأوهام والتخرُّصات بالعودة إلى الدين النقي الصحيح، والعادات الجميلة.

* *

وفي خضم ذلك، رأينا المشروعات تتوالى، حيث العُلا، ونيوم، وذا لاين، والقدية، والدرعية، وجزر البحر الأحمر، وحديقة الملك سلمان، وواجهة جدة القديمة، والمسار الرياضي، والسودة، وغيرها.

* *

هناك تطوير للمساجد، تطوير للتعليم، توسع في الخدمات الصحية، واهتمام بتخضير مدن المملكة بالأشجار والمشروعات الأخرى، وتحسين نمط العمران، وتجميل الشوارع.

* *

لقد أصبحت المملكة بهذه الخطوات المتسارعة جاذبة، وخاصة بعد الانفتاح على العالم بتسهيل الحصول على تأشيرات الدخول من المطار، للاستفادة من السياحة والترفيه والرياضة والنشاط الثقافي التي تتوفر في المملكة لدعم مقدرات الدولة.

* *

هناك تطوير للمؤسسات الدينية شملت المحاكم بدرجاتها، وهناك توظيف للتقنية في كل أعمال الدولة، يحدث كل هذا بينما سمحت القرارات الجديدة للمرأة بالعمل بالقضاء والجيش والشرطة والجوازات وبالمؤسسات الحكومية ودون استثناء.

* *

يحدث كل هذا فيما أصبحت المرأة تقود سيارتها بنفسها، وتسافر دون محرم، وتتنقَّل دون وصاية من أحد، بل إن لها الحق أن تتزوج دون موافقة ولي أمرها عند الضرورة.

* *

كثيرة هي الإنجازات ما لا يمكن حصره في كلمة أو في بضع كلمات، وما زالت القرارات التصحيحة تتوالى لإنعاش البلاد بما يجب أن تكون عليه في المستقبل القريب والبعيد، فأهلاً بسنة جديدة من عمر دولتنا التي على الآخرين أن يتعلَّموا من تجربتها، وأهلاً بالذكرى الـ95 لهذه المملكة وبالاحتفاء بما يليق بها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد