سلطان ابراهيم الخلف
الإرهابي نتنياهو اعترف بمرارة، بأن كيانه خسر حربه الإعلامية في غزة؛ أمر طبيعي، أن يخسر إعلامه القائم على الكذب والخداع تلك الحرب...
فكم الدمار الهائل المشاهد في غزة الذي أحدثته قنابل الصهاينة والتي لم تستثن الأماكن الحيوية من مساكن ومستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس ومراكز منظمة «الأونروا» للمساعدات الإنسانية، كفيل بإثارة الرأي العام العالمي على الكيان الصهيوني، ناهيك عن القتلى والمصابين الذين تجاوز عددهم 221 ألفاً، والحصار الخانق، وما يسببه من مجاعة ومعاناة من سوء التغذية خصوصاً بين الأطفال. ولم تعد للصهاينة حيلة بعد الآن يخدعون بها الرأي العام العالمي، أو التظاهر بأنهم الضحية المعتدى عليها.
صور وأشرطة الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في غزة صارت متداولة بشكل مكثف في وسائل التواصل الاجتماعي، كمنصة «X» والبودكاست، واليوتيوب، وغيرها من المنصات، حتى استطاعت أن تخترق التعتيم الذي فرضته شبكات الإعلام الرئيسية في أوروبا وأميركا مثل BBC وCNN وFOX وغيرها على جرائم الصهاينة، وكشفت عن تورّط هذه الشبكات في حرب الإبادة على غزة.
ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً الغربية، سيلاحظ تحوّل الرأي العام الأوروبي والأميركي بشكل لافت إلى إدانة الكيان الصهيوني، والمطالبة بقطع الدعم عنه، ووقف عدوانه على غزة.
حالياً، في الولايات المتحدة، أصبح موضوع منظمة «أيباك» AIPAC الصهيونية شبه السريّة، من المواضيع المتداولة بكثرة في منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتهمها الغالبية بأنها وراء دعم الكونغرس الأميركي المطلق للكيان الصهيوني، مطالبة بمنع نشاطها المشبوه في أميركا، على أساس أنها تعمل لخدمة جهة أجنبية هي الكيان الصهيوني.
بل وصلت الجرأة بنشطاء التواصل الاجتماعي إلى التشهير بأعضاء الكونغرس الذين يتلقون رشاوى من «أيباك»، مقابل دعمهم المطلق للكيان الصهيوني، وإهمالهم توفير الدعم المطلوب من المتطلبات الضرورية للشعب الأميركي من تعليم وخدمات صحية، وإسكانية ومساعدات للفقراء، متهمين إياهم بتحويل مليارات الدولارات من ضرائب الشعب الأميركي الكادح إلى الكيان الصهيوني، ومطالبين بإسقاطهم في الانتخابات التشريعية.
حتى اليهود الصهاينة لم يسلموا من النقد اللاذع في مواقع التواصل الاجتماعي الأميركية، حيث شمل النقد نبش الثقافة التلمودية، وما تحويه من تكريس الكراهية ضد غير اليهود، بمن فيهم المسيحيون، وما يتعرضون له من إهانة من قبل المستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة، مع المطالبة بموقف مسيحي حازم ضدهم، وقطع المعونات عنهم، وحماية المسيحيين منهم.
كما وصل الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضح التعاليم التلمودية التي تجوّز التحرّش بالأطفال، والتشهير باليهود الأميركيين المتحرشين، الفارّين إلى الكيان الصهيوني، حيث يتم منحهم الجنسية الإسرائيلية، لينالوا الحصانة من القصاص القانوني، مع اتهام حكومتهم الأميركية المتسامحة مع المتحرشين، بالتفريط في الدفاع عن ضحايا الأطفال الأميركيين المعتدى عليهم من قبل اليهود.
خسارة الصهاينة في حربهم الإعلامية على غزة، جعلتهم من جديد محتقرين أمام شعوب العالم، التي صارت تنظر إليهم على أنهم مرضى لا ينتمون إلى عالم البشر، وعصابات خارجة على القانون، بعد أن فضحوا أنفسهم بأنفسهم، وقدموا الأدلة على جرائمهم في غزة، بالصوت والصورة كأدلة دامغة تدينهم كمجرمي حرب يقودهم مجرم الحرب نتنياهو المطلوب القبض عليه من قبل محكمة جرائم الحرب الدولية.