: آخر تحديث

روح القانون.. قبل القانون

2
2
2

القاضي الأمريكي فرانك كابريو، المشهور بلقب «القاضي الرحيم»، اكتسب سمعة عالمية بسبب إنسانيته ورحمته، وهذا لا يتوافر كثيراً لدى كل القضاة.

طريقته غير التقليدية والإنسانية والنادرة في الجمع بين تطبيق القانون والرحمة وتقدير الظروف الإنسانية التي يتلمسها بالناس، هي التي ميزته وأجمعت حب الناس له.

هذا القاضي الرحيم، الذي توفي قبل فترة قصيرة، بعد صراع مع مرض السرطان، طبّق القانون لكن بروح إنسانية، فوازن بين نص القانون ومقاصده، وبين ظروف الفرد.

‏هذا النوع من التطبيق هو ما نطمح إليه في كل مكان، وهذا ما نطمح إليه في الكويت في تطبيق القانون في أروقة المحاكم، لأن هناك فرقاً بين تطبيق القانون كقانون، وبين تطبيق روح القانون، لأنه في بعض الظروف هناك حاجة غير مرئية، تتطلب التمدد في تطبيق القانون، لتصل إلى الجوانب الإنسانية للحالة.

‏بالتأكيد هناك فرق بين القاضي الرحيم، والقاضي الحازم والقاضي العادل.

الرحيم يطبّق القانون لكن بروح القانون، والقاضي الحازم يركز على الردع، وتطبيق النصوص بحرفيتها، ليؤكد هيبة القانون وعدم التهاون، أنا مع القاضي العادل، فهو الذي يوازن بين الحزم والرحمة، مع الحرص على أن يكون حكمه منصفاً للجميع، لا متساهلاً ولا متشدداً.

منح الناس القاضي كابريو لقب «القاضي الرحيم»، لأنهم لمسوا فيه البعد الإنساني في العدالة، وأحبوا مشاهدته ليس كقاضٍ فقط، بل كأحد أفراد الأسرة، وهو وراء المنصة القضائية.

الرحمة عمرها ما تُضعِف من هيبة الإنسان، بل تزيدها، لأن العدالة لا تنفصل عن الرحمة بأي حال من الأحوال.

طبقوا القانون واحكموا بروحه، حتى يتم تفادي أي قسوة أو تجاوز للإنسانية في تطبيق القانون في أي مجال كان.

* * *

استمتعت وأنا أتنقل من سطر إلى آخر، ومن فقرة لأخرى، وأنا أقلب صفحات رواية «دوخي...» للروائي المتميز طالب الرفاعي، حين اكتسبت امتع المعلومات حول كويت بيوت الطين والأسود والأبيض، فقد كان الرفاعي كريماً في سرد وتوصيف حياة هذا الفنان الرائع، الذي قالت عنه أم كلثوم (كما قال الدوخي في الرواية) انه يغني كما يتكلم، ومن خلال هذا الكلام شعرت بأني أحد أفراد أسرة هذا الفنان الرائع خلال مسيرة حياته، وخاصة الساعات التي سبقت وفاته.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد