: آخر تحديث

نظرية السلحفاة

4
4
3

سهوب بغدادي

فيما تعرف السلحفاة ببطء الحركة، إلا أنّها تحمل رمزية عميقة في مختلف الثقافات حيث ترمز السلحفاة إلى طول العمر، والحكمة، والصبر، والحماية، والثبات، على غرار القصة الشهيرة التي سمعناها في طفولتنا عن السلحفاة والأرنب، الذي ضمِن فوزه في السباق نظرًا للبديهيات والمسلمات التي يعرفها مسبقًا عن تكوينه وتكوين الخضراء البطيئة.

إنّ لنا في مخلوقات الله حكمة وعبرة، ومن السلحفاة نتعلم الصبر والمواظبة والتراخي في أوقات اللزوم والصلابة والمتانة والرقة الداخلية، وغيرها من الصفات اللازمة في الحياة الناجحة، إذ تؤخذ صفاتها في نواحٍ عدة لتشمل الأفعال والأقوال، فلا تجهد نفسك بالتفكير أو العمل دون انقطاع دون إعطاء نفسك حقها، ولا تبتئس إذا بذلت كل مافي وسعك، ولم ترَ النتائج المرجوة؛ فهناك عامل الصبر المطلوب في مثل هذه الحالات، والتأني وعدم استعجال النتائج، فقد يواجه الشخص خلال مسيرته لحظات تراجع أو توقف أو تبدل في الأحوال، بلا شك.

إنّ عصر السرعة والإنجازات المعلنة التي تخترق حاجز كل هاتف تجعلك تشعر بالتأخر زمانيًا ومكانيًا، وعلى أصعدة أخرى، كالاجتماعية والمهنية والمادية وما إلى ذلك، ولكن يبقى لديك وقتك وعيار سرعتك الخاصة والمناسبة لأحوالك.

«لا أحد سابقك ولا أنت بسابقٍ أحد، كل يسير لقدره، وما فاتك لم يخلق لك وما خلق لك لن يفوتك» - الشعراوي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد