خالد السليمان
 
سيكون فيلم «هجرة» سفيراً للفن السينمائي السعودي في سباق جوائز الأوسكار في حفل دورته الـ98 الذي سيقام على مسرح دولبي في مدينة لوس أنجلوس في مارس 2026، حيث أعلنت هيئة الأفلام السعودية عن اختيار الفيلم لتمثيل المملكة رسمياً في الحدث السينمائي الأبرز على مستوى العالم !
تتمحور قصة الفيلم، الذي أخرجته المخرجة شهد أمين وشارك في بطولته عدد من المواهب السعودية الصاعدة إلى جانب بعض الأسماء البارزة، حول رحلة ثلاث نساء سعوديات من أجيال مختلفة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. ويمضي الفيلم بالمشاهد في سياق درامي مثير، عندما تتحول الرحلة الإيمانية إلى مأساة باختفاء سارة قبل الوصول إلى مكة، لتبدأ الجدة والحفيدة رحلة بحث شاقة، تكشف أسراراً عائلية دفينة وتبرز الفجوة بين الأجيال النسائية في معالجة بصرية مؤثرة !
يعكس الفيلم تنوّع القصص المحلية وثراء الهوية الثقافية السعودية، كما يقدم معالجة فنية مميزة من زاوية إنسانية لقضايا اجتماعية جوهرية، تعبّر عن علاقة الأجيال المختلفة وتأثير الصراع بينها على الروابط الأسرية. وبرأيي، يُعد الفيلم أحد نماذج الحراك السينمائي الصاعد في المملكة بفضل دعم هيئة الأفلام من خلال مبادراتها وبرامجها، التي تناولتها في مقال بعنوان «صعود السينما السعودية» – («عكاظ»، 27 أكتوبر 2025) !
يُعد فيلم «هجرة» إحدى ثمار مبادرة «ضوء» لتحفيز صناعة الأفلام السعودية، وقد استغرق تصويره أكثر من ثلاث سنوات في تسع محافظات سعودية، شملت: بني مالك، الطائف، جدة، المدينة المنورة، تيماء، العلا، تبوك، وضباء، مما يوحي بتنوّع شيق للبيئات الثقافية في المملكة، واتساع الجغرافيا التي تتيح لصنّاع الأفلام السعوديين معيناً لا ينضب من الأفكار وعناصر الإبداع !
وليس «هجرة» السفير السعودي الأول في سباق جوائز الأوسكار، فقد سبق أن مثّل فيلم «سيدة البحر» المملكة عام 2020، وحصد أكثر من 15 جائزة دولية، ما يعكس الاحتفاء العالمي بحضور السينما السعودية ورصد التطورات المتسارعة لصناعتها في المملكة، بفضل جهود هيئة الأفلام للنهوض بقطاع السينما السعودية على أسس صلبة، وممكنات سخية، وأدوات مهنية احترافية، وعناصر مادية وبشرية ثرية !
باختصار.. صناعة السينما السعودية تنطلق اليوم نحو العالم، مدفوعةً بالرؤية الطموحة لتختصر المسافات !

