: آخر تحديث

الإمارات والسودان.. لا لأبواق الفتنة

3
3
3

علي عبيد الهاملي

لم يفاجئني اعتراف صاحب الحساب الذي حاول أن يُحدث فتنة بين الشعبين الإماراتي والسوداني، بعد أحداث مدينة الفاشر، بأنه ليس إماراتياً، رغم أنه كان يرتدي الزي الإماراتي ويتحدث اللهجة الإماراتية، فأنا والكثيرون غيري نعرف أن أغلب أصحاب الحسابات التي تحاول إثارة الفتن بين الشعوب العربية مزيفون ومدفوعون إلى ذلك لأسباب عقائدية، أو مدفوع لهم لإشعال نيران الفتنة.

ما فاجأني هو اعتذار صاحب الحساب للشعبين الإماراتي والسوداني وإحساسه بالذنب لما أقدم عليه، وهو ما لم نجده لدى الكثيرين.

ربما كان الدافع إلى هذا الاعتذار هو انقطاع المصلحة أو صحوة الضمير فعلاً، لكن الاعتراف يكشف ما يجري في هذه الوسائط من تزييف وتزوير يُحدِث تأثيراً سلبياً، الأمر الذي يدعونا إلى عدم الانسياق وراء كل ما يقال وينشر والتأثر به، أو بناء مواقفنا على ما يصدر من بعض الأفراد والجماعات.

العلاقة بين الشعبين الإماراتي والسوداني ضاربة في العمق، قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وبعد قيامها، فقد كانت السودان أول دولة عربية يقوم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بزيارتها رسمياً بعد شهرين ونصف فقط من توليه رئاسة الدولة، حيث كانت الزيارة في 20 فبراير 1972م.

وبعد شهرين فقط من تلك الزيارة قام الرئيس السوداني الأسبق، جعفر النميري، بزيارة دولة الإمارات، وكانت زيارته تلك بتاريخ 23 أبريل 1972م، ليكون أول رئيس دولة عربية، من خارج منطقة الخليج، يزور دولة الإمارات بعد قيامها.

هاتان الزيارتان كانت لهما آثار كبيرة على العلاقات الإماراتية السودانية التي تأسست قبل هذا التاريخ بسنوات.

على الجانب الآخر لم تتوانَ دولة الإمارات منذ قيامها عن الوقوف إلى جانب السودان الشقيق في مختلف الظروف، دعماً لمشروعاته التنموية والإنسانية.

لقد مرت العقود، وتبدلت الأجيال، لكن روح الأخوة الإماراتية السودانية بقيت كما هي، راسخة لا تهزها رياح المواقف العارضة ولا محاولات التشويش.

إن العلاقات بين الدول تقاس بمتانة الروابط بين شعوبها، لا بعدد الاتفاقيات أو اللقاءات الرسمية.

وما يجمع الإمارات والسودان يتجاوز السياسة إلى الإنسان ذاته، إلى الكلمة الطيبة، والموقف النبيل، والتاريخ المشترك.

تلك القيم التي لا يمكن أن تمحوها تغريدة هنا، ولا أن تشوهها إشاعة هناك.

إن الشعوب الواعية لا تسمح لأحد بأن يعبث بذاكرتها أو يزرع الشك في قلوبها. والإمارات، التي قامت على التسامح والانفتاح واحترام الآخر، تدرك أن بناء الجسور يحتاج إلى وقت وجهد وإيمان.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد