: آخر تحديث

التفاهم بين العقل والقلب

3
1
1

عثمان بن حمد أباالخيل

نتعامل مع الناس ومع الآخرين الذين يقعون في محيط اهتماماتك في كل تفاصيل الحياة وتقلباتها، نتعامل مع هذا الإنسان بقلب صافٍ نقي ونتعامل مع ذلك الإنسان بحساسية وحرص وتوخٍ والدين المعاملة. للقلب دور رئيس ليس فقط كون القلب مضخة عضلية مهمته الأساسية استقبال الدم من سائر الجسد وإعادة ضخه بعد تنقيته، فهو مركز الحب والخير والعطاء. كيف امتلك قلوب الآخرين؟ سؤال للإجابة عنه نحتاج تعلم فن التعامل مع الآخرين وهذا يقودك إلى امتلاك قلوبهم لكن مع الأسف القلة من الناس تجيد وتنجح في التعلم. (ما رفعت من أحد فوق منزلته، إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه) الشافعي. لكي تملك القلب عليك أن تملك العقل فهو مركز السيطرة والتحكم، عموما من أهم عوامل امتلاك القلوب، الابتسامة حين مقابلة الآخرين، فهي تخترق كل الأسوار المحيطة بالقلب والعقل، المصافحة الحارة التي تشعر الطرف الآخر بالقرب منك ومحبته وتنقل محبته من قلبك إلى قلبه، ثق بنفسك أمام الآخرين فهذا يعطيك الضوء الأخضر للدخول إلى قلوبهم، لا تكدر قلوب الآخرين، اصفح وسامح فالحياة قصيرة وعمر الإنسان أقصر قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}.

من الصعب أو من المستحيل أن تملك قلوب الآخرين بالمال، لكن برحابة الصدر والرحمة تملك قلوبهم، المال تملك مؤقت ينتهي مع انتهاء المصلحة تماما مثل السراب يتلاشى مع غياب شمس الظهيرة. هل لاحظتهم حب أطفال المدارس الابتدائية بنين وبنات للمعلمين والمعلمات إنه التعامل والابتسامة وإنسانية التعامل، لماذا يجف نهر حياة السعادة الزوجية إنه الجفاف العاطفي وجفاف القلب من كلمات الحب والعشرة الحسنة، لماذا لا نمتلك مفاتيح القلوب التي نحبها.. لماذا؟ نضيع مفاتيح القلوب التي نحبها لن تستعبد قلوب الآخرين لكنك تدخل قلوبهم حين تدخلها من الأبواب المغلقة التي تفتحها بالكلمة الطيبة التي تشبه الغيث للصحراء، والماء للعطشان، والهواء الذي يعيد الحياة للغريق بإذن الله، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.

أصحاب القلوب البيضاء بياض ثلج الحدود الشمالية في فصل الشتاء، أصحاب القلوب المتسامحة النقية، أصحاب القلوب الدافئة بالحب والحنان، موجودة هنا وهناك وفي كل مكان يوجد الخير والعطاء والأوراق الخضراء التي توحي لك بالحياة. هؤلاء يرسمون الأمل والابتسامة والمحبة ويملكون قلوبا طاهرة وما أحوجنا في هذا الزمن خاصة لتطبيق قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). لنملك قلوب الآخرين وليملكوا قلوبنا فما أجمل من الذكر الحسن والسمعة الطيبة والتسامح الذي نحن بحاجه إليه في عصر الأنا والتواصل الاجتماعي الذي يهدد قلوبنا وعقولنا والابتعاد عن الغطرسة والكبرياء والنقد الجارح الذي يأخذ الناقد إلى الهاوية السحيقة في المجتمع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد