أما أول معجون أسنان، يشبه المعجون الحديث، فقد طُوِّر أول أنواعه في أوائل القرن التاسع عشر، عندما أضاف الدكتور بيبودي الصابون إلى معجون الأسنان عام 1824. وفي خمسينيات القرن التاسع عشر، أُدخل الطباشير كمكون، وبحلول سبعينيات القرن التاسع عشر، بدأ بيع معجون الأسنان تجاريًا في عبوات، حيث أنتجت شركة كولجيت أول معجون أسنان في أنبوب قابل للطي عام 1896، مستوحى من أنابيب الطلاء. ثم أُضيف الفلورايد، المعروف بخصائصه المضادة للتسوس، إلى معجون الأسنان ابتداءً من عام 1914، عندما أطلقت شركة كريست أول معجون أسنان رئيسي بالفلورايد عام1956.
أما تنظيف الأسنان بالفرشاة فقد انتشر مع تنامي الوعي العام بصحة الأسنان الشخصية والعامة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وساعد الإنتاج الضخم لفُرش ومعاجين الأسنان، خاصةً بعد الحرب العالمية الثانية عندما طُلب من الجنود الأمريكيين تنظيف أسنانهم كجزء من روتينهم اليومي، على انتشار تنظيف الأسنان بالفرشاة عالميًا خلال منتصف القرن العشرين. خاصةً بعد فرض استعماله على الجنود الأمريكيين، وتزايد الحملات الإعلانية للشركات المنتجة لاستعماله، وحملات السلطات الصحية العامة للحث على استعماله، خاصة في مدارس الأطفال، ليصبح تالياً هذا الروتين أمراً طبيعياً، وطقساً يومياً لغالبية البشر.
* * *
تساعد الغرغرة بالماء الدافئ والملح في الصباح على الحفاظ على انتعاش الفم، لدور هذا المحلول في تقليل البكتيريا التي تسبب رائحة الفم الكريهة وأمراض اللثة. كما أن هذا يسهم في تخفيف الالتهابات، ويدعم نظافة الفم عن طريق المساعدة في إزالة بقايا الطعام ومعادلة الأحماض.
يعمل خليط الماء والملح عن طريق التناضح: فهو يسحب الماء من أنسجة الفم، ما يساعد على تقليل التورم وتخفيف الالتهاب وتفكيك المخاط السميك والمهيجات في الفم والحلق. كما يمكن للغرغرة أن تقتل أو تقلل البكتيريا الضارة، ما يحد من قدرتها على التسبب في تسوس الأسنان وتراكم البلاك، أو الكلس، ورائحة الفم الكريهة؛ ومع ذلك، فهي لا تقضي على جميع البكتيريا، لذا يبقى تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام ضروريًا.
كما يضيف دفء الماء، المستخدم مع الملح، تأثيرًا مهدئًا، ويزيد من تدفق الدم في اللثة، ما قد يعزز الشفاء، وهو أمر مهم بشكل خاص بعد إجراءات معالجة الأسنان، لأي سبب كان.
ويقرّ الأطباء والمهنيين في مجال طب الأسنان بأن استخدام الماء الدافئ والملح في الغرغرة علاج آمن ومنخفض التكلفة للحصول على فم أنظف وأكثر انتعاشًا وتخفيفًا لتقرحات الفم الطفيفة أو انزعاج اللثة أو التهاب الحلق.
مع ملاحظات أن الإفراط في الاستخدام قد يؤثر في مستويات الكالسيوم أو يزيد من تناول الصوديوم، لذلك من الأفضل قصر الغرغرة بالماء المالح على مرة أو مرتين يوميًا، ما لم يوصِ طبيب الأسنان بخلاف ذلك لفترة قصيرة.
أحمد الصراف

