: آخر تحديث

فضائح أبستين تسقط الأمير أندرو البريطاني

0
0
0

سلطان ابراهيم الخلف

لم يتحمّل الملك تشارلز، توّرط أخيه الأمير أندرو، بصلته بمرتكب الجرائم الجنسية جيفري أبستين، الذي مات منتحراً في سجنه في 2019، وقرّر أن يعيد الاعتبار لسمعة الأسرة الملكية البريطانية، التي تدهورت بعد نشر مذكرات الضحية فرجينيا جيفري، بعد وفاتها، والتي تدّعي فيها أنها تعرّضت للاغتصاب من قبل الأمير أندرو، وصديقه أبستين، عندما كانت قاصرةً، حيث شرع الملك تشارلز، منذ أيام بإجراءات ملكية لتجريد أخيه أندرو من أوسمته، وألقابه وعلى رأسها لقب «أمير»، وعلى أن يعرف باسم «أندرو ماونتباتن وندسور» من الآن فصاعداً. كما أصدر قصر باكنغهام إشعاراً له يقضي بمغادرته قصر رويال لودج الذي يقيم فيه، كما أعرب القصر عن وقوفه إلى جانب الضحايا والناجين من جرائم الاستغلال الجنسي.

لا بد أن تكون رسالة قصر باكنغهام قد وصلت الرئيس الأميركي ترامب، وألمّت به حالة من التوتّر، حيث ستشجع على المطالبة بفتح ملف أبستين، من جديد، بعد أن شعر بالارتياح عندما أصدر قراره الرئاسي بإغلاق الملف، الذي تدور حوله شبهات تورّطه في تلك الجرائم، خصوصاً صوره مع أبستين، في العديد من الحفلات والمناسبات الخاصة.

وملف أبستين، لا يقل خطورة عن فضيحة «ووتر غيت» التي اتُهم فيها الرئيس السابق الجمهوري ريتشارد نيكسون، بالتجسّس على الحزب الديمقراطي، وتسبّبت في استقالته من الرئاسة. وليس أقل خطورة من فضيحة تورّط الرئيس السابق بيل كلينتون، بعلاقته الجنسية مع الموظفة المتدرّبة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، والتي تسببت في تشويه سمعته ومحاولة عزله من الرئاسة لكن المحاولة لم تنجح بالتصويت داخل الكونغرس.

لكن يبدو أن الرئيس ترامب لديه مناعة قوية ضد توجيه التهم إليه في قضية ملفات أبستين. فالمتهم الأول في تلك الملفات «أبستين» هو يهودي، ويؤكد العديد من النشطاء الإعلاميين الأميركيين وعلى رأسهم تاكر كارلسون، بأن أبستين، كان يعمل لصالح الموساد الصهيوني، وتدور حوله شبهات كثيرة تتعلّق بتنامي ثروته بشكل لافت للانتباه، وصداقاته الحميمة مع شخصيات سياسية معتبرة، مثل الرئيس السابق كلينتون، ورئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق إيهود باراك، والأمير البريطاني أندرو، والرئيس الحالي ترامب، وعلى رأس تلك الشبهات وفاته في السجن منتحراً قبل استكمال إجراءات التحقيق معه.

فتح ملفات أبستين، للتحقيق يعني فضح تورّط الموساد الصهيوني في الجريمة، وهو أمر يخشى منه الكيان الصهيوني، في الوقت الذي تتنامى فيه الكراهية له، من قبل الشعب الأميركي، بسبب حرب الإبادة التي يشنها على غزة. كما لا يخفى أن توجيه أي اتهام للرئيس ترامب، سيعني خسارة حليف حميم للكيان الصهيوني، كما يصفه الإرهابي نتنياهو، وهو أمر سيعمل اليهود الصهاينة على التصدّي لحمايته بكل طاقتهم، لكنهم سيفشلون في نهاية الأمر، لأن القضية لا تزال مطروحة بقوة، تتعلّق بجريمة اغتصاب لقاصرات تعرضن للاستغلال الجنسي، والعدالة تتطلّب فتح الملف، وردّ الاعتبار لهن، ومحاسبة المعتدين عليهن، مهما بلغت مكانتهم في المجتمع الأميركي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد