: آخر تحديث

زمن الرُّويبضة!

2
2
0

عبدالعزيز الفضلي

من بؤس الحياة وضنك العيش وكآبة الأيام وجالبات الغم، تواجد الرُّويبضة في حياة الناس!

أولئك الذين لا يملكون عِلماً ولا ثقافة ولا أخلاقاً ولا أدباً ولا رسالة هادفة، ومع ذلك تراهم يتحدثون في أمور العامة، فينظّرون في ما يجهلون، ويهْرِفون بما لا يعرِفون، ويفتون بما لا يعلمون، ترى أحدهم ثرثاراً مهذاراً!

والأشنع منهم مَن يناصبون أهل العِلم والدعوة والفضل والإصلاح الخصومة والعداء.

فيفترون ويكذبون ويشوهون ويطعنون ويشككون في كل من حمل راية الدعوة والإصلاح والإرشاد والتوجيه.

بدافع الحسد أو الكُرْه أو العداوة أو الفجور في الخصومة أو الحصول على مكاسب دنيوية زائلة!

وفي المقابل تجدهم يمدحون ويثنون ويكيلون التمجيد والتبجيل لأهل الفساد والانحراف والنهب والاختلاس والاستكبار!

والمحزن في الأمر أن يجد هؤلاء آذاناً صاغية لدى بعض العامة!

إننا فعلاً نعيش ذلك الزمن الذي حذّر منه الرسول، عليه الصلاة والسلام، بقوله:

(سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ، يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ. قيلَ: وما الرُّويْبِضةُ يا رسول الله ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ).

ما يهمنا في هذا الأمر هو تذكير الناس بأهمية التأني قبل اتخاذ المواقف، وألا تُصدّق كل ما تسمع، وأن تتبين قبل أن تصدر الأحكام، استجابة للوصية القرآنية «يأيُّها الذين آمنوا إنْ جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنوا أنْ تُصيبوا قوماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحوا عَلى ما فَعَلْتُم نادِمين».

كما نوصي كُلّ صادقٍ ومُخلِصٍ ومُصْلِحٍ وأمين، بأن يسير في طريقه دون أن يلتفت لكل ناعِق أو طاعِن يريد إعاقته عن إكمال طريقه أو تحقيق أهدافه، أو الثبات على معتقداته ومبادئه.

وليكن شعاره: (الكلاب تنبح والقافلة تسير).

X: @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد