: آخر تحديث

حماس.. كيف تقتل نفسك بدون معلم؟

3
3
4

عماد الدين أديب

أسوأ التقديرات السياسية والاقتصادية والإعلامية، هي تلك التي يتخذها الإنسان وهو موقن تماماً أنها الأفضل والأعظم والأفيد له ولقضيته، ثم يتضح له بعد ذلك أنها كانت أكبر غلطة سياسية، وخطيئة معنوية، ألحقت أكبر الأضرار به.

مثل هذه القرارات، قرار الإعلام العسكري في حركة حماس – غزة، بنشر فيديوهات لرهينة ما زال لديهم في حالة نفسية وصحية مزرية، وكأنه حبيس من أهل الكهوف، تحت أعماق أعماق الأرض، ينتظر الموت في أية لحظة.

أعتقد أن من أذاع هذا الفيديو، كان يؤمن تمام الإيمان أنه سوف يشكل ضغطاً نفسياً على أهل الرهائن، الذين سيقومون بالتصعيد في الضغط، والتظاهر ضد حكومة نتنياهو، من أجل سرعة إنجاز الاتفاق المتعثر.

حقيقة الأمر أن هذا الفيديو كان هدية غالية من حماس لنتنياهو وسمعة إسرائيل، اللذين كانا يعانيان من أجل تصاعد الهجوم الإعلامي والسياسي، بسبب مآسي ومجازر غزة الأخيرة.

خرج نتنياهو، بعد إذاعة الفيديو، كي يستخدم هذه الدعاية المهداة، ليؤكد للرأي العام الإسرائيلي وأهالي المحتجزين والرأي العام العالمي، أن تلك هي وحشية حماس، التي تسعى إلى الابتزاز الوحشي بأرواح المحتجزين، على حد وصفه.

وهكذا استطاعت حماس أن تقدم بالصوت والصورة – من عندها – فيديو إنقاذ لنتنياهو، الذي كان يعاني من مظاهرات في الداخل، وفي مدن وعواصم العوالم، ومن عمليات اعتراف بالجملة بدولة فلسطين، واحتجاجات على سياسة حكومته في التجويع والإبادة الجماعية.

لست أعرف من العبقري في حماس، الذي يصر على الإضرار بنفسه وبالقضية وبالشعب؟!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد