: آخر تحديث
باريس نبض الحرية:

الشعب الإيراني يزلزل أركان الدكتاتورية

8
8
7

تظاهرة الإيرانيين العظيمة في باريس، التي أقيمت يوم السبت 8 شباط (فبراير) بمناسبة الذكرى السنوية للثورة ضد دكتاتورية الشاه والإطاحة به عام 1979، لم تكن مجرد حدث رمزي، بل كانت تجسيداً للإرادة الصلبة للأمة الإيرانية في التحرر من نير الاستبداد والتأكيد على قوة وتنظيم المقاومة الإيرانية. هذه التظاهرة شهدت مشاركة واسعة من الإيرانيين الأحرار والوطنيين من مختلف أنحاء العالم، حيث ضمّت رجالاً ونساءً، شيوخاً وشباباً، عمالاً وطلاباً، ومثقفين ومتخصصين في مختلف المجالات. كما شارك ممثلو 320 جمعية إيرانية، إلى جانب ممثلين عن مختلف القوميات الإيرانية، من الكرد، واللور، والبلوش، والعرب، والآذريين وغيرهم، ما يعكس الطيف الواسع للمجتمع الإيراني المصمم على إسقاط نظام ولاية الفقيه.

کما انضم إلي المظاهرة شخصيات بارزة، من بينهم غي فيرهوفشتات، رئيس وزراء بلجيكا الأسبق، وإنغريد بيتانكور، بالإضافة إلى أعضاء من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسي.

يوم السبت 8 شباط (فبراير)، نظّم الإيرانيون مظاهرة كبرى في باريس بمناسبة ذكرى الثورة ضدّ النظام الشاه. لم تكن هذه المظاهرة مجرد احتفال رمزي، بل كانت تأكيدًا على عزم الشعب الإيراني للتخلص من الديكتاتورية ودعمًا للمقاومة الإيرانية.

شارك في المظاهرة إيرانيون من جميع أنحاء العالم، من مختلف الفئات والأعمار: رجال، نساء، شباب، كبار السن، عمّال، طلاب، ومثقفون. كما حضرت 320 جمعية إيرانية وممثلون عن القوميات المختلفة في إيران، مثل الأكراد، اللور، البلوش، العرب، والأذريين. هذا التنوّع يعكس وحدة الشعب الإيراني في مواجهة نظام ولاية الفقيه.

کما أعلن أكثر من 40 من قادة العالم السابقين، نواب برلمانيين، وشخصيات بارزة من أوروبا وأمريكا الشمالية دعمهم لمظاهرة "إيران الحرة" المقرر تنظيمها في 8 شباط (فبراير) 2025 في باريس. دعا الموقعون على هذا البيان الحكومات حول العالم إلى الاعتراف بحق الشعب الإيراني في تقرير مصيره والتحرر من الاستبداد. من بين الداعمين، 15 رئيس وزراء أوروبي سابق، 7 وزراء خارجية سابقين، وعشرات المسؤولين الحكوميين البارزين.

کما حصل على دعم من 14 لجنة برلمانية ومنظمات "أصدقاء إيران الحرة" في عدة دول، منها ألمانيا، أستراليا، بريطانيا، إيطاليا، بلجيكا، بولندا، سويسرا، فرنسا، كندا، هولندا، الدول الاسكندنافية، والبرلمان الأوروبي.

هذا الدعم الواسع يؤكد أن المجتمع الدولي يرفض الدكتاتورية بجميع أشكالها ويؤيد نضال الشعب الإيراني من أجل مستقبل حرّ وديمقراطي.

خطاب رجوي
ألقت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، خطاباً هاماً في هذه التظاهرة، حددت فيه خارطة الطريق واستراتيجية المقاومة في الظروف الحساسة الراهنة. و أشارت إلى الحصار الذي يطوق النظام من جميع جوانبه، من بؤر التوتر والمجتمع الغاضب والخصومات الداخلية والخارجية، وشددت على ضرورة تصعيد النضال وإيصال صرخة الحرية للشعب الإيراني إلى مسامع العالم.

"واجبنا الآن هو أن نجعل صرخة حرية الشعب الإيراني تدوي أعلى وأقوى وأوسع، وأن نُظهر للعالم أن الكلمة الأولى والأخيرة للشعب الإيراني هي إسقاط الدكتاتورية".

هذه الكلمات لا تُظهر فقط عزم و إرادة قيادة المقاومة، بل تعكس أيضاً إرادة و رغبة عموم الشعب الإيراني الذي لم يعد مستعداً لتحمل هذا النظام.

خطابات أخرى
ألقى متحدثون آخرون كلمات في هذه التظاهرة وحللوا جوانب مختلفة من الوضع في إيران والمنطقة. فرهوفشتاد، رئيس الوزراء البلجيكي السابق، أشار إلى وضع النظام الإيراني وطالب بعودة جميع العقوبات الدولية المفروضة عليه، وأكد على أنه لا ينبغي السماح للنظام الإيراني بمواصلة أساليبه المدمرة.

"على العالم أن يعترف بالمقاومة المنظمة التي وقفت في وجه هذا النظام لسنوات. لقد أثبت المجلس الوطني للمقاومة أن لديه الإرادة والقدرة على إنهاء هذه الدكتاتورية المهيبة".

هذه الكلمات تدل على الدعم الدولي للمقاومة الإيرانية و الاعتراف بدورها في إيران الغد الحرة.

جاك بوتو، نائب عمدة باريس المركزية، أكد أيضاً دعمه للمقاومة الإيرانية وكشف عن جرائم النظام الإيراني وندد بالتساهل معه.

"تقول التقارير الدولية أن هذا النظام هو المسؤول عن المجزرة الواسعة لأعضاء مجاهدي خلق عام 1988. لذا فإن التساهل مع هذا النظام ليس سوى تشجيع له على هذه الجرائم".

كلمات بوتو أكدت مرة أخرى الطبيعة الإجرامية لنظام ولاية الفقيه وضرورة محاكمته في المحافل الدولية.

كما تم بث رسالة مصورة للعقيد رياض الأسعد، مؤسس الجيش السوري الحر، في هذه التظاهرة. وأشار في رسالته إلى علاقته الوثيقة بالمقاومة الإيرانية، وأكد على إمكانات الشعب الإيراني لإسقاط النظام الحاكم.

"الشعب الإيراني الذي أسقط نظام الشاه الدكتاتوري، أظهر بمقاومته أنه قادر أيضاً على إسقاط دكتاتورية ولاية الفقيه".

هذه الرسالة تدل على تضامن وتعاطف قوى الحرية في المنطقة، وخاصة الشعب السوري، مع المقاومة والشعب الإيراني.

كريستين أريجي، عضوة الجمعية الوطنية الفرنسية، أشارت أيضاً إلى محاولة الدكتاتوريين حرمان الشعب من حريته، وأكدت على أهمية مقاومة الشعب الإيراني.

"اليوم تقومون بهذه المقاومة في إيران على حساب حياتكم. هذا يجعلنا نأمل في أن تتحرر إيران مثل سوريا. عندما تتحرر إيران، يجب أن نجعلها جميلة كما تستحق".

كلمات أريجي تُظهر الأمل في مستقبل مشرق لإيران ودور مقاومة الشعب الإيراني في تحقيق هذا المستقبل.

لم تكن تظاهرة باريس مجرد تجمع احتجاجي، بل كانت عرضاً مهيباً لقوة وتنظيم المقاومة الإيرانية. الحضور الواسع للإيرانيين من جميع أنحاء العالم، والخطابات الهامة، ورسائل الدعم الدولية، كلها أدلة على أن المقاومة الإيرانية، بقيادة مريم رجوي، تتمتع بدعم شعبي ودولي واسع ولديها القدرة اللازمة لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية وإقامة الحرية والديمقراطية في إيران.

كما أكدت رجوي في كلمتها، فإنَّ الوضع المتزلزل للنظام والإمكانات العالية للمجتمع الإيراني للتغيير تُظهر أن النصر النهائي على نظام ولاية الفقيه قريب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف