سلطان ابراهيم الخلف
انتشر الإسلام انتشاراً واسعاً خارج حدود الدولة الإسلامية في الجزيرة العربية بعد وفاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم. حيث وصل إلى بلاد فارس والروم وبلاد الأندلس. وكان انتشاره سريعاً لأن رسالته كانت السلام لشعوب الأرض حيث تقبلتها بمحض إرادتها لما رأت التسامح من المسلمين وما يحمله الإسلام من عدالة وقيم إنسانية سامية.
وليس أدل على ذلك من اعتناق الغالبية من نصارى مصر الإسلام لما رأوا من الفاتحين المسلمين رُسل سلام حيث حرّروهم من الاحتلال الروماني الذي استعبدهم وأهان رجال كنيستهم رغم أن الرومان كانوا نصارى، أو اعتناق نصارى الأندلس للإسلام وصارت الأندلس منارة علمية على مدى ثمانية قرون، حين كانت أوروبا تغط في ظلمات عصورها الوسطى المظلمة. ومع ذلك فقد بقي من بقي على ديانته القديمة وأصبحوا أقليات في داخل مجتمع الغالبية المسلمة، يمارسون شعائر دينهم دون أن يتعرّضوا إلى العنف أو الاضطهاد، واندمجوا في المجتمع المسلم المتسامح، تحت حماية الدولة الإسلامية، إلاّ من أبى وآثر البغي والعدوان.
كان من وسائل الاستعمار الغربي لبلادنا الإسلامية بما فيها العربية هو اتباع وسيلة فرق تسد، من خلال دعم هذه الأقليات، وتشجيعها على التمرّد، والانفصال، من أجل تفتيت الجغرافيا الواسعة التي تضم المسلمين والتحكم فيها، رغم أن الاستعمار الغربي لا يتردد باستخدام القوة من أجل قمع أي تحرّك انفصالي تقوم به أقلية داخل أوروبا، وخير دليل على ذلك ملاحقة الانفصاليين بلا هوادة من إقليم الباسك في جنوب فرنسا وشمال إسبانيا، والساسة الكتالونيين في شرق إسبانيا الذين يطالبون بالانفصال عن إسبانيا.
فشلت منذ أيام محاولة انقلابية في الساحل الغربي السوري من قبل فلول نظام السفاح الأسدي الذين رفضوا تسليم أسلحتهم، وتسليم المجرمين الذين ارتكبوا جرائم فظيعة ضد الشعب السوري المسلم. كانت المؤامرة من تدبير دول مجاورة لسوريا. حاولت فلول النظام الأسدي استغلال أحداث المواجهات الدموية إلى توجيه الاتهام إلى أجهزة الأمن السوري بارتكاب جرائم ضد السكان المحليين، بينما الحقيقة هي أن فلول النظام الأسدي استولت على منازل السكان المحليين بعد أن قتلتهم واتخذتها متاريس، وبدأت بإطلاق النار على عناصر الأمن السوري، وهي الطريقة التي كانت تتبعها في حربها ضد الشعب السوري أيام انتفاضته ضد نظام السفاح الأسدي.
بعد فشل المؤامرة، لا تستغرب من تصريح وزير الخارجية الأميركي روبيو، عندما قال «نقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية في سوريا بما في ذلك المسيحيون والدروز والعلويون والأكراد وندين الإرهابيين الإسلاميين بمن فيهم الجهاديون الأجانب الذين قتلوا أشخاصاً غربي سوريا»! هذا التصريح هو أسطوانة مشروخة اعتدنا عليها ولا يزال يرددها الساسة الغربيون منذ أن دخلوا بلادنا كمستعمرين لصوص ومجرمين.