في مشهد تاريخي يختزل عقوداً من الحكمة والدبلوماسية، تستضيف المملكة العربية السعودية اجتماعًا دولياً موسعاً يهدف إلى إعادة بناء سوريا ووضع خارطة طريق تعيد لها سيادتها وعلاقاتها المتوازنة مع العالم. هذه اللحظة ليست مجرد حدث سياسي؛ إنها فصل جديد في كتاب العروبة الذي خطّته المملكة مراراً بدعمها للشعوب العربية في أصعب المراحل.
رؤية السعودية تتجاوز الحلول المؤقتة؛ فهي مشروع استراتيجي متكامل. المملكة تدرك أن بناء سوريا من جديد يتطلب أكثر من مجرد إعادة إعمار البنية التحتية، إنه إعادة تأسيس الثقة بين سوريا والعالم، بناء المؤسسات، ورسم مستقبل يحمل الأمل لأبنائها.
كما فعلت السعودية مع لبنان حين احتضنت اتفاق الطائف، ومثلما مدت يدها للعراق لإعادته إلى محيطه العربي، تتكرر اليوم المواقف السعودية النبيلة تجاه سوريا. الرياض لا ترى في هذا الاجتماع مجرد فرصة للحديث، بل منصة لإطلاق مشروع شامل يعيد لسوريا مكانتها كقلب نابض في الأمة العربية.
ما يميز الدور السعودي في هذه اللحظة التاريخية هو أنه لا يكتفي بطرح الأفكار، بل يقدم الحلول، يفتح الأبواب، ويمنح السوريين غطاءً دولياً ودعماً عملياً يعجل بخروجهم من الأزمة. في رؤية المملكة، عودة سوريا إلى حاضنتها العربية ليست خياراً، بل ضرورة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وتعزيز المشروع العربي الجامع.
السعودية، في هذا السياق، تثبت مرة أخرى أنها الحارس الأمين لمصالح الأمة، الحاضنة للطموحات، والجسر الذي يعبر به العرب من أزمات الماضي إلى آفاق المستقبل.
المشهد اليوم في سوريا ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة، والمملكة تقود هذه البداية بروح القيادة، الحكمة، والإيمان بأن العمل الجماعي هو السبيل الوحيد لتجاوز التحديات.
ختاماً، سوريا المستقبل هي سوريا السيادة والتنمية، وسوريا الحاضنة لأحلام شعبها، وفي هذه الرحلة، تقف المملكة بقوة، ليس فقط لدعم السوريين، بل لرسم ملامح عهد عربي جديد أكثر استقراراً وإشراقاً.