: آخر تحديث

فيصل القاسم حلال لك وحرام علينا؟

13
13
11

كتب مذيع قناة الجزيرة القطرية الإعلامي السوري فيصل القاسم بعد سقوط النظام البعثي الفاشي وعودته إلى سوريا: "بعد سنين طويلة لأول مرة صار عندي وطن أنتمي اليه، صار عندي علم افتخر فيه، اليوم لأول مرة في حياتي عندي شعور وطني حقيقي، وعلم يمثلني، اليوم لأول مرة في حياتي سأغني النشيد الوطني، اليوم سأذهب لأول مرة إلى الملاعب لأشجع الفريق السوري وسأحمل العلم الجديد في المدرجات مثل ملايين السوريين بكل فخر واعتزاز".

من حق القاسم أن يكتب ويفتخر بأنه أصبح له وطن ينتمي إليه، ومن حقه أن يفتخر بعلم سوريا الجديد، وأن يذهب إلى الملاعب ويشجع الفريق السوري، ولكن لم يكن محقاً ومنصفاً عندما كان يستهزيء بالعراقيين الذين قالوا نفس كلام القاسم في 2003 عندما سقط الدكتاتور صدام حسين، وسقط تمثاله في ساحة الفردوس وسط العاصمة بغداد، وأثناء إسقاط تمثال الطاغية من قبل ضحايا النظام البعثي الفاشي، كان القاسم يعلق ويصيح من خلال فضائية الجزيرة غاضباً (سقط تمثال الرئيس العراقي صدام حسين ولكن رجله بقى ثابت على قاعدته)!

من حق القاسم أن يفرح بسقوط الأسد، ولكن كان عليه ألا يستهزيء بمشاعر العراقيين عندما كانوا يعبرون عن فرحتهم بسقوط الدكتاتور الذي دمَّر العراق وحوله إلى بلد المقابر الجماعية والانفالات والإبادة الجماعية.

الاتجاه المعاكس... يعاكس إرادة الشعب
من خلال برنامج "الاتجاه المعاكس"، كان فيصل القاسم  يستفز الشعب العراقي وأهالي الضحايا والشهداء من خلال استضافة البعثيين الهاربين والإرهابيين في برنامجه الحواري تحت عنوان "المقاومة العراقية الوطنية"، وكان يطرح أسئلة مستفزة على الهواء مباشرة، وهنا للتاريخ اُعيد نشر بعض من أسئلته الاستفزازية: "هل بدأت ملامح الانكسار الأميركي بالعراق تلوح في الأفق؟ ألم تتفوق المقاومة العراقية على مثيلتها الفيتنامية في إيقاع عدد أكبر من القتلى في صفوف القوات الغازية؟ ألم تطل صواريخ المقاومة نائبة (وولفويتس) في غرفة نومه؟ ألم يُذبح الجنود الأميركيون كالنعاج في شوارع الموصل؟ هل يعرف الشعب الأميركي مدى ورطة رئيسه في بلاد الرافدين؟ ألم تصل تكلفة الاحتلال إلى أكثر من مئة وأربعة وستين مليار دولار؟ لماذا يتجاهل الأميركيون وأزلامهم في العراق حقائق التاريخ؟ ألم يُقطع العراقيون الملك فيصل الثاني إرباً إرباً وجرجروه... وجرجروا جثته في الشوارع عقاباً له على تواطؤه مع الإنجليز؟ أليست ممارسات الاحتلال كفيلة بإقناع الجميع بخيار المقاومة؟ هل أصبحت أيام أميركا في العراق معدودة؟ ألم تُكبد المقاومة العراقية القوات الغازية في شهور أكثر مما كبدته المقاومة الفيتنامية في سنين؟ أليس عدد القتلى الحقيقي أكبر بكثير من المعلن؟ ألا يلاحق شبح فيتنام الأميركان في العراق الآن؟ هل تنطلي الأكاذيب الإعلامية الأميركية على العالم؟ لماذا لا يعترفون بوجود المقاومة طالما اعترفوا بأنهم قوة احتلال؟ لماذا يصورون لنا الخونة وطنيين والمقاوميين إرهابيين؟ أليست المقاومة عراقية مئة بالمئة؟ أليس إلصاقها بأسامة بن لادن وصدام حسين والحدود المفتوحة كذبة مفضوحة؟ لماذا يُحرم المقاومون العراقيون من صفة الشهيد في وسائل الإعلام العربية؟ هل تتآمر الأنظمة العربية على المقاومة العراقية كما تتأمر على المقاومة الفلسطينية؟".

ومن الجدير بالذكر أنَّ هناك مقطع فيديو موثقاً يجمع بين المجرم المعدوم صدام حسين ومذيع قناة الجزيرة القطرية فيصل القاسم، وكان القاسم برفقة المدير العام لشبكة قنوات الجزيرة محمد جاسم العلي حينها، ويظهر المقطع المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي إحتفاء متبادلاً بين القاسم وسيده المجرم المعدوم صدام حسين الذي يقابل الفيصل بسلام حار قبل إجراء الحوار، الذي كان يدور حول العلاقة بين العراق والأمم المتحدة حينها.

إغلاق مكتب "الجزيرة" في العراق
بعد سقوط النظام البعثي في العراق، وتحديداً في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) 2004، أصدرت الحكومة العراقية المؤقتة قراراً بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في بغداد مدة شهر بسبب التحريض على الكراهية مدفوعة الثمن، وتحويلها لمنبر مساند للإرهاب، طالبة منها إعادة النظر في الأخبار والصور التي تنقلها من العراق.

أخيراً أقول: من حق القاسم ومن حق السوريين وغير السوريين أن يحتفلوا بسقوط النظام البعثي في سوريا، ومن حقهم أن يعودوا إلى وطنهم بعد هروب الأسد الابن وإسقاط تماثيل حافظ الأب، كما كان من حقنا نحن العراقيين أن نفرح ونحتفل بسقوط النظام البعثي الفاشي واستخراج (قائد الأمة وبطل القادسيات صدام حسين الذي لم يحفظه الله ولم يرعه) من حفرة الجرذان!

أخيراً: قل لي بربك يا فيصل القاسم.. هل فرحتك بسقوط تمثال الأب حافظ وهروب الابن بشار حلال لك، وفرحتنا بسقوط المجرم صدام حسين وحزبه الفاشي حرام علينا؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف