: آخر تحديث

أوكرانيا وحلف الجبان!

13
11
11

يقول الخبر: "الرئيس الروسي يوقع على تغيير العقيدة النووية الروسية، حيث تم تعديلها إلى: السماح باستخدام الرد النووي مباشرة في حال تم إطلاق صواريخ باليستية تستهدف الأراضي الروسية. يتضمن التعديل أيضاً: الرد بالنووي على أي دولة توفر أراضيها ومواردها للعدوان على روسيا أو أي جهة تهدد سيادتها وسيادة حليفتنا بيلاروسيا". انتهى الخبر.

كتبتُ أكثر من 15 مقالاً عن العدوان الروسي على أوكرانيا، وتطرقت من خلال سطور تلك المقالات بدقة وأدلة ودراسات متعددة إلى أن النظام الروسي كدولة مجرد "بالونة" ممتلئة بالهواء، وأن عبارة "الجيش الروسي هو ثاني أقوى جيش في العالم" كذبة صاغتها ونشرتها الاستخبارات الروسية، والأدلة على ذلك متعددة.

فلقد استطاع الجيش الأوكراني حتى الآن قتل أكثر من 36 جنرالاً روسياً، خاصة في بداية الحرب. كما استطاع الجيش الأوكراني تدمير قاعدة بحرية حربية روسية وعطلها لعدة أيام. وتمكن الجيش الأوكراني من إيصال طائرتين مسيرتين ضربتا الكرملين. إضافة إلى ذلك، تمكن من تدمير أقوى سفينة حربية روسية باسم (موسكوفا) وقتل الكثير ممن كان عليها، وضرب العديد من المطارات العسكرية والمنشآت النفطية الروسية. كما قتل الجيش الأوكراني أكثر من 6 آلاف من مرتزقة عصابات فاغنر الذين كانوا يقاتلون بدلاً من الجيش الروسي على إحدى جبهات القتال.

وكيف لدولة عُظمى عسكرياً - هذا من باب السخرية - مثل روسيا أن تشتري وتطلب السلاح والصواريخ والطائرات بلا طيار من كوريا الشمالية وإيران ودول أخرى!

كيف لدولة تُسمي نفسها دولة عُظمى وفلاديمير بوتين زعيمها، أن يهرول لتوقيع معاهدات حماية مشتركة منذ شهور قليلة مع كوريا الشمالية وفيتنام ودول أخرى صغيرة ليست بمستواها العسكري!

كيف لدولة تُسمي نفسها دولة عُظمى عسكرياً وهي الآن تحتضن 11 ألف جندي كوري شمالي للدفاع عن أراضيها الروسية!

كيف لدولة تُسمي نفسها دولة عُظمى عسكرياً وهي تخطف وتجمع الجنود للدفاع عنها من الأسواق والشوارع والحارات والميادين العامة من تلك الدول التي تهيمن عليها مثل داغستان وأذربيجان وغيرهما!

كيف لدولة تُسمي نفسها دولة عُظمى عسكرياً وهي تعتمد على جيش دولة أخرى أقل شأناً منها مثل الجيش الشيشاني، لتدفعه للقتال عنها في إحدى الجبهات القتالية ضد أوكرانيا!

إن مشكلة أوكرانيا هي نقطة واحدة فقط لا يوجد غيرها: (حلف الناتو) حلف جبان لم يعامل بوتين وروسيا كما يعامل بوتين وجيشه أوكرانيا!

حلف الناتو يقدم لأوكرانيا أسلحة للدفاع وصد الهجمات الروسية عليها بشكل متواضع، ولا يقدم أي سلاح هجومي يمكنها من رد الصاع صاعين. قائد الجيش الأوكراني السابق فاليري زالوجني أشار إلى ذلك في إحدى لقاءاته الصحفية، وتمت إقالته على الفور وعزله من قيادة الجيش الأوكراني، ثم عُين سفيراً لأوكرانيا في لندن!

إقرأ أيضاً: كرسي المنصب وكرسي الحلاق!

روسيا استخدمت جميع أنواع الأسلحة ضد أوكرانيا باستثناء السلاح النووي، وألحقت دماراً واسعاً في محطات المياه والكهرباء والوقود، والمدارس والمستشفيات والمرافق العامة. ولقد قتل الروس 23 ألف مدني أوكراني في مدينة بوتشا خلال ساعة واحدة فقط، ورغم كل ذلك لم تمنح دول حلف الناتو أوكرانيا أسلحة هجومية قادرة على إلحاق الضرر بالمواقع الروسية!

المضحك أنَّ الرئيس الأميركي جو بايدن أصدر قراراً قبل أسابيع قليلة يسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية لضرب الداخل الروسي، ولكن القرار جاء قبل مغادرته الرئاسة بشهرين فقط! والمثير أكثر أنَّ بعض دول الناتو اعترضت على القرار واعتبرته استفزازياً!

الخبر المذكور في بداية المقال ما هو إلا ورقة أخيرة في جيب بوتين أراد من خلالها إرهاب دول الناتو من دعم أوكرانيا. لكن في النهاية، روسيا ليست الدولة الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي، وأي استخدام له سيقابله رد بالمثل من قبل دول الناتو بحسب الاتفاقيات بينها.

إقرأ أيضاً: ذاكرة العطر

لو أنَّ دول حلف الناتو بما تضمه من دول عظمى عسكرياً وصناعياً وتكنولوجياً واستخباراتياً مثل أميركا، المملكة المتحدة، فرنسا، وألمانيا، من دون حتى حلفاء أميركا الاستراتيجيين، فإنهم بلا شك سيهزمون روسيا وأي دول أخرى تقف بجانبها.

في النهاية، لو صدق حلف الناتو مع أوكرانيا منذ بداية الحرب، وقدم لها الدعم الكامل بالأسلحة اللازمة، لما استطاعت روسيا ابتلاع الأراضي الأوكرانية وقتل الآلاف من شعبها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف