: آخر تحديث

إسرائيل.. جبروت وعدوانية

9
10
8

كادت مصر (أرض الكنانة) في عهد الرئيس الراحل أنور السادات أن تقضي على إسرائيل بين عشية وضحاها في حرب السادس من تشرين الأول (أكتوبر) 1973 أو العاشر من رمضان 1393هـ، لولا التدخل الغربي وخصوصاً أميركا.

ومع قوة إسرائيل وقوة تسليح وجاهزية الجيش الإسرائيلي حالياً، فإنَّ عدداً من الجيوش العربية يعادلها في مستوى القوة. ولو حدثت حرب بينها وبين الجيش الإسرائيلي وأوقف الدعم الغربي عن إسرائيل، فإنها سوف تخسر تلك الحرب لعدة عوامل منها: محدودية الجغرافيا، عدائية المحيط، التهديد الداخلي، والافتقاد للعمق الاستراتيجي، الذي لا بديل له إلا الدعم الغربي أو القذف في البحر من قبل العرب.

تمارس إسرائيل إرهاب دولة داخل فلسطين المحتلة وفي حق الدول المجاورة كسوريا ولبنان. وبعد سقوط نظام بشار الأسد، نقضت ميثاق فض الاشتباك لعام 1974 واحتلت مزيداً من الأراضي العربية السورية.

ما فعلته إسرائيل هذه الأيام يؤكد أنها دولة توسعية ذات جبروت مرعب وعدوانية مطلقة، لا تلتزم بالاتفاقيات الدولية والثنائية، وتتعامل مع العرب بمبدأ القوة غير آبهة بقرارات الأمم المتحدة، وغير جادة في تعزيز فرص السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

كانت إسرائيل في السابق تتخذ من أي سلوك أو فعل عدواني ضدها ذريعة لتأكيد جبروتها وعدوانيتها، ولكن مع الأحداث في سوريا، اختلقت إسرائيل الذريعة تلو الذريعة لتأكيد ذلك الجبروت واحتلال أجزاء جديدة من سوريا.

العقلية اليهودية عقلية ذكية، تجيد استثمار الفرصة السانحة والراهنة، وقد برع اليهود في عالم المال وفي دهاليز السياسة.

تستثمر إسرائيل كل يوم الفرصة السانحة أمامها للتوسع في الأراضي السورية، ومن أهمها جبل الشيخ وأجزاء من المناطق العازلة. كما تدمر الترسانة المتبقية من عهد الجيش العربي السوري براً وبحراً وجواً، بما في ذلك الدفاعات الجوية والرادارات والبنية التحتية للقواعد العسكرية بحجة أو بأخرى.

تعزز إسرائيل دفاعاتها على طول الحدود السورية في مرتفعات الجولان عسكرياً وتقوم ببناء حاجز جديد مصمم كخندق لمنع عبور المركبات، وسمّته "الشرق الجديد".

إقرأ أيضاً: إيران: في الشتاء ضيعت اللبن!

يصرح المسؤولون الإسرائيليون أن هذا إجراء دفاعي مؤقت لحماية أمن إسرائيل، في محاولة لإخفاء النوايا الحقيقية واستخفافاً بالرأي العربي والعالمي. والواضح للجميع أن ما تقوم به هو فرض أمر واقع على سوريا لإملاء شروط للمساومة والابتزاز ولتحقيق مطالب وأهداف لم تفصح عنها إسرائيل.

ربما تتغير قواعد اللعبة السياسية الإسرائيلية إلى تواجد دائم. ويشكل تواجد إسرائيل على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة السورية (دمشق) تهديداً مباشراً للسيادة السورية، وهو أمر غير مقبول أبداً.

إن أسلوب المراوغة والخداع الإسرائيلي لم يعد ينطلي على أحد. موقف الدول العربية واضح وضوح الشمس من هذه الإجراءات الإسرائيلية، حيث أكدت المملكة العربية السعودية ضرورة إدانة المجتمع الدولي للانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية، والتأكيد على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن الجولان أرض عربية سورية محتلة.

إقرأ أيضاً: احتفلي يا سوريا

تهدد هذه الانتهاكات للأراضي السورية عملية السلام في الشرق الأوسط، وتثبت عدم جدية الجانب الإسرائيلي في الدفع بعملية السلام إلى الأمام، مما يتسبب في نكستها.

وبعد خمسين عاماً، مزقت إسرائيل ميثاق فض الاشتباك في لحظة وصنفته أنه على انهيار نتيجة للأحداث الجارية في سوريا.

فهل سنرى انهياراً جديداً لأحد المعاهدات والاتفاقيات العربية - الإسرائيلية على يد إسرائيل؟

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف