عبد الله سليمان الطليان
من خلال الموسوعة، يعبر الحب عن الفضائل الإنسانية التي تتمثل في التعامل الحسن ومشاعر الإيثار والغيرية والعمل على سعادة الآخرين، وتحقيق الخير العام، كما يمكن أن يصف التعامل العاطفي مع بقية البشر أو الحيوانات أو حتى النفس.
ويعد الحب بأشكاله المختلفة أساس العلاقات الشخصية بين البشر، وبسبب أهميته النفسية يعد واحداً من أكثر الموضوعات شيوعاً في الفنون الإبداعية، ويفترض عادةً أن وظيفة الحب أو غايته الرئيسية الحفاظ على النوع البشري من خلال التعاون معاً ضد الصعاب والمخاطر والمحافظة على استمرار النوع.
حدد فلاسفة الإغريق خمسة أنواع من الحب حب العائلة، حب الصديق، الحب الرومانسي، حب الضيف، حب الإله، فيما ميز مؤلفون معاصرون أنواعاً أخرى من الحب مثل: الحب دون مقابل، الحب إلى درجة الوله والافتتان، حب التملق، في الثقافات الآسيوية أسماء وصفات مختلفة للحب كحب الكل، حب الإله كوسيلة للخلاص، العشق، وغيرها من المعاني والصفات المستخدمة في دول الشرق وحضاراته المختلفة، للحب أيضاً معانٍ دينية وروحانية مختلفة، وهذا التنوع الكبير في الاستخدامات والمعاني لمصطلح الحب يجعل من الصعوبة بمكان تحديد معنى الحب بشكل ثابت ودقيق، مقارنة بالحالات والمشاعر العاطفية الأخرى.
إن طبيعة أو جوهر الحب هو موضوع نقاش متكرر وواسع النطاق، ويمكن توضيح أو تحديد الجوانب المختلفة للكلمة من خلال تحديد نقائض أو متضادات الحب، فالحب يتناقض مع الكراهية لأنه تعبير عام عن المشاعر الإيجابية، ويتناقض الحب أحياناً مع الصداقة أن كلمة رغم عادة ما حب تطبق على الصداقات الوثيقة.
ويشير الحب عادةً إلى تجربة أو شعور شخصي تجاه شخص آخر وغالباً ما يرتبط الحب بمفهوم رعاية شخص أو شيء والاهتمام به بالإضافة للاختلافات بين الثقافات في فهم الحب أو تعريفه تغيرت الأفكار حول الحب أيضاً وبشكل كبير مع مرور الزمن لبعض المؤرخين يرجعون المفاهيم الحديثة للحب الرومانسي الى أوروبا خلال وبعد العصور الوسطى على الرغم من وجود مفاهيم الرومانسية في الشعر الكلاسيكي القديم.
ان الاختلافات الثقافية بين حضارة وأخرى ولغة وأخرى هي التي تمنع وضع تعريف عالمي موحد لهذه الكلمة، أضيف إلى هذا في أن هناك مواقف تضيع فيها كلمة الحب عن معناها تجاه شخص، ويكون فيها لبس أحياناً وغير واضحة تماماً في حالة العطف والرحمة والشفقة، والمواقف هنا لا يمكن ذكرها لأنها كثيرة التي يفسرها الغالبية من البشر بحسب بيئة وثقافته.
نأتي إلى قوة هذا الحب أين يكمن عند البشر؟ لعل حب المال هو الذي يمثل أكبر قوة في داخل كل نفس بشرية، وهو يعتبر أساساً في الكثير من الصراعات بين البشر أفراداً وشعوباً منذ زمن قديم، ومن خلال ثقافتنا الإسلامية ذكر هذا الحب في القرآن الكريم عندما قال الله تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} بشكل شديد، فهل يماثل هذا الحب القوي الحب الرومانسي، إن حب المال يظل الأقوى بكثير، وخاصة في واقعنا اليوم الذي أصبح فيه الحب بين الأفراد فاتراً وضعيفاً لا ينبع من القلب تغلب عليه المصلحة الذاتية،كذلك الحب الرومانسي الذي بين الزوجين يكون في بدايته قوياً، ولكن مع مرور الوقت يفقدان هذا الحب الرومنسي بفعل عواصف المشاكل التي يمكن أن تقضي على عش الزوجية، ويكون للمال أحياناً دور رئيسي في ذلك، لقد جعل المال الحب تجارة في وقتنا الحاضر، ولم يعد هناك مشاعر وأحاسيس صادقة.