سهوب بغدادي
قال الله تعالى في محكم كتابه: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه وأرضاه- قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»، متفقٌ عليه.
فما الخَلَف المذكور في الآية والحديث؟ أي أنما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم ، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب، إذ ورد في هذا الخصوص العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحث المسلم على الإنفاق والبذل، ليس فقط بالمال، بل تتعدد أشكال العطاء من أبسطها كالكلمة الطيبة وكف الأذى والابتسامة وصولًا إلى التصدق، في هذا الإطار، أذكر لكم طريقة مبسطة للإنفاق، علمني إياها أحد الأشخاص الذين أعدهم قدوة شامخة ومثالا حيا على التفاني والإحسان، بهدف تطبيق ماجاء في الحديث من خلال الإنفاق كل يوم ودعاء الملائكة له، حيث تكمن الفكرة في تخصيص صندوق يعاهد الشخص نفسه وعائلته -إن أمكن- أن يضعوا فيه ما تيسر من النقود، سواء كانت على هيئة عملة ورقية أم معدنية، ويتم فتحه بعد انقضاء زمن متفق عليه، أسبوع، أو شهر أو مايقارب العام، حتى لا يستوجب المبلغ الزكاة، من ثم بذهل ماوُجد بداخله للمحتاجين، إنها إحدى الأفكار التي قد يشارك فيها أفراد العائلة أو مجموعة من الزملاء في العمل أو الأصدقاء، بهدف تشارك الأجر -بإذن الله- كما لا ننسى أن نلتمس السُبل الصحيحة لتلك الصدقات من خلال إيصالها للمحتاجين وعبر الجهات المختصة على سبيل المثال منصة إحسان التي تتضمن مئات الطرق للتبرع والصدقات، كان صندوق الخَلَف وصية محب في الله، وها أنا ذا أنقلها لكم أحبتي، جعلنا الله وإياكم من المتصدقين الصادقين والمقبولين بحوله وقوته.