عثمان بن حمد أباالخيل
الحديث مع النفس وسماع صوت في داخلك إنه الصوت الداخلي الذي يعطيك مؤشرات إما أن تكون إيجابية أو سلبية، الصوت الداخلي إنه إحساس الإنسان وشعوره الخاص، إنه ما يحدثه به قلبه حين يخلو بنفسه، من الطبيعي أن يسمع الإنسان بين الحين والآخر من يقول له في صمت: «اهدأ»، «هيا أو يقول له لا، لا تفعل ذلك»، هذا الصوت الخفي المنبعث من الأعماق نعرفه جميعاً إنه مجموعة من التناقضات داخل الانسان.
حين تسيطر على نفسك وصوتك الداخلي الذي يقودك أحيانا الى طريق مظلم هذا يدل على خوفك من ضميرك الذي لا يرحم. نسمع كثيراً في تفاصيل حياتنا الاجتماعية عبارات عن الضمير ومنها (فاقد الضمير) أو (ضمير ميت)، أو (ضمير حي).
ومن يؤنبه ضميره فهو إنسان حي ويخاف من صوت الضمير الذي في داخله، وما أكثر الذين يشعرون بالندم نتيجة ارتكابه خطأ تجاه إنسان آخر.
والضمير غير مرئي ولا ملموس لكنه سلطة قوية تؤدي إلى ارتياح الإنسان حين يرتاح مما يقلقه.
أُجريت دراسة بواسطة عالمة اللغة يوهان نيدير غارد من جامعة كوبنهاغن، وغاري لوبيان من جامعة ويسكونسن ماديسون، اللذين قالا إن مصطلح «الصوت الداخلي» يعني (المحادثات التي تدور في أذهان معظم الناس).
بعيداً عن الاختلافات الشائعة في تحديد أو تسمية مصدر هذا الصوت بأنه (صوت العقل) أو (صوت الضمير) أو (الإلهام) أو غير ذلك، إلا أن الجميع يتفقون على الأهمية الكبيرة لتدريب الذات على فهم الرسائل التي تأتي فجأة إلى العقل.
في بعض الأحيان الصوت الداخلي لا يكون لطيفا، بل يكون انهزاميا ويعاقب الانسان ويملأ حياته ذعرا وخوفا، فيحدثك ويقول أنت إنسان سيئ، وأن الأمور تتجه للاسوأ هنا يأتي دور العقل والتفكير ووضع حدود للإنسان ومعرفته لذاته، ومن يهزم رغباته أشجع ممن يهزم أعداءه؛ لأن أصعب انتصار هو الانتصار على الذات، كما قال أرسطو.
من سمات الانسان الذكي سيطرته على نفسه، وتماسكه وقت الشدائد والأزمات وهي من صفات الشخصية الدبلوماسية التي تدل على قوته ومدى التزامه بكل ما هو صائب وذلك للابتعاد عن ارتكاب أخطاء أو حماقات والاستماع الى الصوت الداخلي الإيجابي. السيطرة على النفس مهم جدّ في تفاصيل حياة الانسان، والسيطرة هي القدرة على ضبط النفس وانفعالاتها، والتعامل مع الأمور بهدوء دون ردّة فعل سريعة وما أكثر الذين ندموا حين فقدوا السيطرة على أنفسهم.
صوت النفس هو الذي يصل إلى القلب من فكرة ما قد تكون فكرة ترشدنا إلى قول ما أو فعل ما فيتحرك القلب بطواعية لتنفيذها وكأنه يصدر أوامره للجسد بالاستجابة في أكبر الأمور وأصغرها مشاعرً.
للصوت الداخلي تأثير إيجابي كبير في سلوكنا بالفعل، وكما تشير ذلك الدراسات فالصوت الداخلي يؤثر إيجابيا في أداء الرياضيين، ويعتبر إستراتيجية لتسهيل التعلم وتحسين الأداء، كذلك يلعب الصوت الداخلي دورا في التذكر والاحتفاظ بالمعلومات نشطة، ويساعدك في التخطيط للمستقبل، ويُجري معك حوارا متواصلا لتتخيل الأخطار المحتملة وتفكر في كيفية مواجهتها. إن صوتك الداخلي الخاص هو حليفك الأكبر، لذا، استمع إلى أعماقك وحدسك وانتبه لما ينبعث عنهما من تحذيرات. - روبرت أشتون.
وخزة:
لا تتجاهل صوتك الداخلي؛ فهو مصباح يضيء لك طريق حياتك ..