: آخر تحديث

سقوط نظام ولایة‌ الفقیه وارد جداً

13
15
12

في مؤتمر بمقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس، شارك وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو إلى جانب مريم رجوي، رئیسة جمهوریة المقاومة الإيرانية. أشار بومبیو في کلمته إلی سقوط الدكتاتور السوري بشار الأسد، وأضاف: "جاء الآن وقت البشارة للشعب الإیراني. حیث أنَّ النظام  یعیش بلا شك أضعف نقطة له".

بومبیو کان مصرّاً علی أنه لا يتحدث رسميًا نيابة عن إدارة (الرئيس الأميركي المنتخب دونالد) ترامب القادمة، لکنه مع ذلك صرّح قائلاً: "ومع ذلك، أنا واثق من أن حملة الضغط الأقصى ستستأنف، مما سيكون بداية النهاية للنظام الخبيث وخطوة لمساعدة شعب إيران".

عام من الهزائم للنظام الإيراني
كان العام الماضي 2024 مليئًا بهزائم ثقيلة وغير مسبوقة للنظام الإيراني. فقد شهدت الانتخابات البرلمانية والرئاسية مقاطعة واسعة النطاق. وازدادت وتیرة انضمام الشباب إلى وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق، وتوسعت أنشطتهم في مختلف المدن والمناطق الإیرانیة. حتى داخل السجون - حيث يمارس الدكتاتور الإيراني سيطرة مطلقة - نظمت السجينات احتجاجات ورفعن شعارات مثل "الموت للدكتاتور".

كما تم إطلاق حملة كبيرة في العام الماضي من قبل السجناء السياسيين تحت عنوان "ثلاثاء لا للإعدام". بدأت هذه الحملة في كانون الثاني (يناير) الماضي في سجن قزلحصار في كرج، ولكن هذا الأسبوع، الذي كان الأسبوع الخمسين لإضراب السجناء في ثلاثاء السجناء ضد الإعدام، توسعت لتشمل ثلاثين سجنًا في جميع أنحاء إيران.

النظام يواجه اقتصادًا یعاني حالة مرضیة، وتضخمًا بنسبة 40 بالمئة، وفقرًا واسعًا وفسادًا ماليًا هائلًا في النظام، لا سيما بين قادة قوات الحرس. وهناك أيضًا انقسامات داخل القوات الموالية للنظام، وخاصة في قوات الحرس.

والإیرانیون یعیشون فی حالة استیاء تام ینذر بانطلاق انتفاضة عارمة أشمل وأعمق من مثیلاتها السابقات.

في ظل هذه الظروف، تعرضت القوة الرئيسية للنظام الإيراني، أي حزب الله في لبنان، لضربات شديدة. وفي النهاية، انهارت الركيزة لاستراتيجية الرئيسية لعلي خامنئي، وهو نظام بشار الأسد في سوريا، في الشهر الأخير من عام 2024. والآن، يواجه خامنئي إمكانية حقيقية لانتفاضة شعبية ضد حكمه.

في وقت من الأوقات، كان قادة قوات الحرس يعلنون بفخر "امتداد نفوذ إيران من إيران والعراق وسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط". وكانوا يشيرون إلى سوريا على أنها "المقاطعة الإيرانية الخامسة والثلاثین". لکنَّ الأحداث في سوريا كشفت عن هشاشة قوات النظام. ففي بداية المعارك في حلب، كان النظام يملك أكثر من 30 قاعدة في المنطقة. ومع ذلك، بمجرد أن بدأت قوات المعارضة هجماتها، انهارت قوات النظام بسرعة.

كما أفادت إحدى وسائل الإعلام قائلة: "دخل 350 مقاتلًا من المعارضة إلى حلب، وفر 30 ألفاً من قوات الحكومة وقوات إيران الموالية دون أي مقاومة، ودمروا مواقعهم وغادروا المنطقة. وتكررت مثل هذه الحالات في أنحاء اخری من سوريا".

سقوط الأسد وضعف النظام الإيراني
في كلمتها في المؤتمر، سلطت مريم رجوي الضوء على ضعف النظام، قائلة: "ما حدث في سوريا يعكس بوضوح ضعف النظام. وإذا كان النظام قويًا ومستقرًا داخل إيران ولم يكن محاطًا بغضب الشعب، لربما كان بإمكانه البقاء في سوريا وحماية أهم حلفائه".

وشدد بومبيو على هذه الحقيقة قائلاً: "السرعة التي سقط بها نظام الأسد أظهرت للعالم أن عصر آية الله انتهى".

خطأ خامنئي: حرب 7 أكتوبر
في عام 2023، عندما أشعل خامنئي نار حرب مدمرة في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ارتكب خطأً فادحًا. ومع ذلك، شعر أنه مضطر للقيام بذلك من أجل تأجيل تهديد الانتفاضات الداخلية في إيران من خلال خلق حرب خارجية.

بالرغم من الهزائم الكبيرة التي لحقت به، لا يزال النظام الإيراني يتبع نفس المسار. ولا یمکن له تغییر نهجه. هذا النظام إما یسقط أو یبقی، وإن بقي سیواصل النهج الذي انتهجه خلال هذه السنوات الطوال سواء في مجال القمع داخل إیران ومشاریعه النوویة‌ والصاروخیة واحتجاز الرهائن وتصدیر الحروب والإرهاب إلی الدول الأخری و...

لکن رجوي تری أنَّ هناك حلاً واحدًا فقط لإنهاء نفوذ النظام في المنطقة، ووقف برامجه النووية والصاروخية، وإجباره على التوقف عن تعذيب وإعدام شباب إيران: "يجب إسقاط هذا النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة".

الاعتراف بالمقاومة الإیرانیة ودور وحدات المقاومة
ودعت رجوي المجتمع الدولي إلى "الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام، ونضال الشباب المتمرد ضد قوات الحرس. إنَّ الاعتراف بكفاح المقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة جزء أساسي من سياسة ثابتة ضد نظام الملالي".

كما أكد بومبيو أنَّ خارطة طريق المقاومة الإيرانية لإسقاط النظام لا تعتمد أساسًا على الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى. وقال: "تعتمد هذه الخارطة على الشعب الإيراني، والشبكة المنظمة للمقاومة داخل البلاد، ووحدات المقاومة في جميع أنحاء البلاد".

واختتم بومبيو كلمته برسالة إلى الشعب الإيراني ووحدات المقاومة التي تقاتل نيابة عن الجميع بالقول: "ابقوا مركزين على الحرس الثوري. ستعود الولايات المتحدة وحملة الضغط، مما سيجعل النظام أكثر هشاشة. أنتم، المقاومة، على الطريق الصحيح".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف