تحتم زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح - حفظه الله ورعاه - الرسمية إلى المملكة المتحدة التأمل عميقاً والمراجعة الدقيقة للدبلوماسية الكويتية والإعلام الرسمي في التمهيد لأول زيارة رسمية للأمير، والإعداد والتنسيق المبكر مع الإعلام البريطاني بهذه المناسبة التاريخية.
وتحتم مناسبة زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى المملكة المتحدة اليوم 14 كانون الثاني (يناير) 2025 بعد تولي سموه مقاليد الحكم في 20 كانون الأول (ديسمبر) 2023، التساؤل عن طبيعة الاستعدادات للإعلام الرسمي الكويتي، والتنسيق المبكر والتعاون مع الإعلام البريطاني!
في العام 2007، وبمناسبة زيارة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد إلى المملكة المتحدة تلبية لدعوة الملكة اليزابيث الثانية، نشرت صحيفة "التايمز" اللندنية حديثاً خاصاً مع الأمير الشيخ صباح، طيب الله ثراه، عن شتى الأحداث في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط والساحة الدولية.
وعلى هامش بروتوكول جدول الزيارة، كانت هناك العديد من اللقاءات للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مع مجاميع سياسية بريطانية كمجموعة الكويت البرلمانية، وشخصيات إعلامية عربية وبريطانية.
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية الحديث الخاص مع الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مع فجر يوم الوصول إلى العاصمة البريطانية مع جزء من الحوار على الصفحة الأولى، تأكيداً لمعنى خاص في عالم الإعلام.
الصحافي المكلف من صحيفة "التايمز" البريطانية بإجراء الحوار مع الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد سافر إلى الكويت بمعية مصور خاص بالصحيفة وعلى نفقة الصحيفة وليس نفقة وزارتي الخارجية ووزارة الإعلام قبل موعد الزيارة وكان الحديث متشعباً وعميقاً.
تشرفت حينها بصفتي مديراً للمركز الإعلامي في لندن، في تقديم المبادرة إلى الأمير الشيخ صباح الأحمد ومناقشة محاور الحديث الصحافي التي لم تكن معلنة أو معروفة، لكن كان من الممكن الاجتهاد في التنبؤ بها وفقاً لمعطيات وعوامل دولية وإقليمية.
تفضل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله في الموافقة واعتماد موعد زيارة الوفد الصحافي إلى الكويت وكنت مرافقاً، فالهدف السامي كان مخاطبة المجتمع الدولي والرأي العام البريطاني عن موقف الكويت من مجمل الأحداث الدولية والإقليمية.
أتذكر طلب مصور "التايمز" التقاط صور خاصة للأمير الراحل الشيخ صباح واقفاً إلى جنب سارية علم الكويت في مكتبه وهو يمسك العلم أيضاً، وكان هناك بعض التحفظ البروتوكولي على الطلب، إلا أنَّ الأمير وافق بعد توضيحي للمبررات المهنية.
على هامش الترتيبات لزيارة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد إلى المملكة المتحدة، كان التنسيق مكثفاً مع الصحافة العربية ووسائل الإعلام في لندن وخاصة مع ناشر جريدة "إيلاف" الإلكترونية عثمان العمير وأخرين.
التساؤلات المشروعة والمهمة للغاية، هل قامت وزارتي الخارجية والإعلام بإعداد تصور ووضع خطة إعلامية ودبلوماسية متكاملة بمناسبة زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله إلى المملكة المتحدة؟!
زيارة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى المملكة المتحدة هي الأولى من نوعها بصفته أميراً للكويت منذ توليه مقاليد الحكم؛ فهل يعقل أن تكون الزيارة خارج الضوء الإعلامي البريطاني والعربي؟!
فرصة مخاطبة المجتمع الدولي والرأي العام البريطاني وأيرلندا الشمالية من رمز دولة الكويت، ولقاء سمو الأمير الشيخ مشعل مع الملك تشارلز الثالث قد تكون فاتت على الإعلام الرسمي ووزارة الخارجية، لكن هل فاتت أيضاً على جهاز الإعلام في الديوان الأميري؟!
الأحداث الدولية والإقليمية تثير الكثير من الاستفهامات السياسية والإعلامية عن موقف الكويت الرسمي تجاه ما يجري في العالم وحول الكويت ومنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وخاصة أن الكويت تترأس دورة مجلس التعاون الخليجي.