: آخر تحديث
نص

في رؤيا المدن المنكوبة

30
23
24

ندخل من بوابات أوروك النكبة

الأبواب المدهونة باللون الأسود

ونرى أشجار الدفلى

تصطاد فراشات الأزهار

ونرى تموز المتجمد في الفقرات

تذكر سبع مراحل

تتفرع من قيمٍ

وحضارات الوادي الموصوفْ بالألواح الطينية

حضاراتٌ في تاريخ النهرين

أزمانٌ تخلق فيها الوثبات!

وزمانٌ بَشَر بالعقل

وحدائق فكريةْ

تتعالى فيْ الرايات

تنبتُ قداح التبشير

في ريحٍ شرقية

صبحٌ ومساءْ

تتبرعم من ثورات

ومزارعها تمتد بعيداً

تُسقى من دجلةْ

تحي فرات الآخذ في التجفيف القسري

وخلايا تنشر أفكاراً حرةْ

قالوا، وحكوا

عن زمنٍ ساد الغصات*

وضحاياه العصر تراكم من آهات

وطنٌ أصبح غصة من غصات..

كنا في الداغستاني

نلمحه في كل صباح

يغسل في عتبات الطرقات الفوقية

سعياً أبداً خلف الوهم الشاذ

حط على أفئدة الصبيان

سجل وجدان القنطار من الأحزان

ليعيد مساوئ ماضيهم

وَيُشيدَ الذل عبارات الأمة

"أمة لا عنوان

أمة قربان

أمة برهان"

أمة تبغي العصيان

أحصنة تركب في الفلوات

وأفراساً شهباً للشهوات

ليهب العقل يجاور سر التاريخ

وليكشف حقب القتل هوية أسماء

تتعاطف في رؤيا الفسحة

في كل مكانْ

تتنقل في الأزمان

وحوافر تزحف في آثار البنيان

فتدق القلب تدق الجدران

ما مر الوقت بلا زيفٍ او تزييف

وبلا قهرٍ والفصل خريف

في زمن الحرس الغربان

والتلفاز المغشوش باسم الدين

يزيد هموم القوم ضباب

يطرح نفس الأسماء بلون داكن  

وتنابلة الدعوات على المذياع

حطوا فتحات الأنبوب سراب الكلمات

وانفرد القربان رهان

والقاطع في السفرات يغني القحط الإنسان

صاح بأعلى صوتٍ

الرابوت نشيد الكدح الملعون على الأبواب

ودمٌ يتدفق من موتى أحياء

أيكون الصوت التقديس مزامير الساعة؟

أيكون النبض طبول الأحياء؟

أتكون السكين غزاة الغربيين

هَموا في الظل التبشير بما هو آت

صاحوا الانسان التابوت على الأكتاف

مدنٌ أغوانية تلطم ليل نهار**

في خازوقٍ موعودٍ للتضليل

تُخضعه الكلمات المسمومة

تجعله رمزاً في زمن ٍمن نكبات ْ

تذبحهُ سكين غزاة خلف البحر المنفي

صاحوا في الاصحاب

يُحكى أن الأغراب 

جاءوا سكنوا المدن النهرية

سدوا شلالات مياه الأعين

وضعوا كلمات التهديد

في صيغٍ تخديرية

وحكايا نسجوا للتعميم

خدعوا الوعي التبصير

في المدن الأسطورية

مدنٌ قدسية

وكورال عبيد التقديس على طول المسرح

ونشيد ينشد للتدريس بالطاعة الأبدية

أيعيد التاريخ المشي على الأرجل دون الرأس؟

هل نسمح خوفاً أو صمتاً أن يثرم عظم عراق الخير؟

ما هذا "الطنطل"***

هذا اللص خداع الشعب الكادح

أين الهمة في غلق الأبواب

أين النخوة في فتح مزاريب العقل

ما هذي العصمة في تاريخٍ الحصة

يا مدن العزل الملغومة بالسم الترياق

يا جرح الوطن المنكوبْ

بالكذبة التدميرية

بالنكبة المأساوية..

وقاموس الأشرار؟!

(1 / 8 / 2024)

ــــــــــ

* الغُصَّةُ: هي انْسِدادُ مَجْرَى الهَواءِ في المَرِيءِ بِسَبَبِ وُصولِ جِسمٍ غَرِيبٍ إليه
** الإغوانا هي نوع من الزواحف ذات الدم البارد
*** طنطل هو شخصيَّة خُرافيَّة ضاربة في التراث الشعبي العراقي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات