: آخر تحديث

مهارات قادة التغيير

3
2
2

تعد القيادة عنصرًا مهمًا وأداة فاعلة في تطوير المنظمات وتحسين أدائها وتجويده، ويبرز قادة التغيير وقدرتهم على تمكين التغيير في المنظمات بدور رئيس في قيادة عملية التطوير والتحسين فيها، وهناك العديد من المهارات التي لا بد من تحققها في قادة التغيير، وهي الحساسية تجاه المشكلات والتحديات التي تواجه المنظمة، وتكوين فريق داعم للتغيير، والمحافظة على مكتسبات التغيير ودعمها في نشر ثقافة التغيير داخل المنظمة.

ومن أهم مهارات قادة التغيير القدرة على تبني نموذج التغيير ودعمه بمساندة فريق التغيير، كما يتطلب منهم مواجهة التحديات التي قد تعوق تنفيذ عملية التغيير الإيجابي داخل المنظمة، وذلك من خلال تعزيز ثقافة التغيير، وتسليط الضوء على المكاسب التي ستتحقق للمنظمة في حال نجاحه.

وتعد مهارة استشراف المستقبل للمنظمة والتخطيط الاستراتيجي من أهم المهارات اللازمة التي ينبغي توافرها لدى قادة التغيير؛ لأنهم يحققون من خلالها رسم مستقبل المنظمة وتحديد الرؤية والرسالة والقيم والمساهمة في تحقيقها من خلال نشر ثقافة التعاون والتهيئة للتغيير في المنظمة من خلال تلك الاستراتيجيات.

وعندما تظهر الحاجة للتطوير نتيجة للتغيرات المحيطة وتأثيرها على المنظمات، فإن الإبداع يصبح عنصرًا حيويًا في عملية التطوير لضمان استمرارية المنافسة وتحقيق التحسين المستمر. وبالتالي، فإن القائد الذي يشجع الابتكار والعمل الجماعي يقود المنظمة نحو التميز والإبداع.

وتعد العلاقات الإنسانية أحد العوامل المؤثرة بشدة في تعزيز الثقة بين العاملين؛ حيث تعمل على إزالة الحواجز بين القائد وفريقه، وتوفر بيئة عمل إيجابية تفاعلية تشجع على التميز، وتسهم في تحقيق إنجازات ملموسة للمنظمة.

فقائد التغيير الذي يمتلك القدرة على التغيير والتحسين والتطوير هو قائد يعزز القيم المهنية ويؤصلها لدى العاملين؛ لتصبح جزءًا من سلوكهم، وتحفزهم على التفاعل الإيجابي داخل الفريق من خلال القدوة والعدالة، ودعم التطور عبر تحديد الاحتياجات التدريبية وتحسين أنظمة العمل وإدارة العمليات، وهنا يحقق القائد تميز المنظمة، ويرفع من كفاءتها وجودتها بشكل مستدام.

إن بناء علاقات مهنية في بيئة العمل يعتبر من الأشياء المهمة لمن يمتلكون مهارات الذكاء الاجتماعي؛ حيث إنهم مؤهلون أكثر من غيرهم لشغل المناصب القيادية والتغيير وربما التفوق فيها، والحضور المهني في المنظمة. ومن المهارات المهمة التي يجب على القائد التحلي بها مهارة الإقناع التي تكون في العادة السبب الرئيس في تفوق من هم أذكياء اجتماعيًا في محيط العمل، والقادرين على التفاعل بإيجابية في المنظمة، وتحقيق أهدافها.

فالذكاء الاجتماعي يعد عاملًا مهمًا لتحقيق تميز القادة، لا سيما إذا أُتِمّ اكتساب مهاراته المختلفة بطرق صحيحة، كما يعد أحد المؤشرات الأساسية والمعايير المهمة التي تجعل القائد يرتقي بالمنظمة ويطورها ويحقق أهدافها من خلال الإنصات والاستماع والحوار، وتشجيع الآخرين، والاستفادة من قدراتهم؛ لتحقيق تميز المنظمة. فالمنظمات التي تبحث عن قادة يحققون تلك المعايير بالتأكيد منظمات تسعى للتميز وتحقيق المنافسة في السوق.

إن قيادة المؤسسات وموظفيها مهارةٌ سبيلها الإنصات، وطريقها الإصغاء؛ ليعبروا عما لديهم من أفكار بأسلوب مؤثر ومحفز للآخرين نحو الإبداع واستثمار قدرات الآخرين لتحقيق تميز المنظمة، وتكامل الجهود، فتتحد الرؤى، ويتمايز الأفراد فيما بينهم بواسطة تفعيل قدرات كل فرد، وتكاملها مع بقية أعضاء الفريق، ويغلف هذا العمل التعاون والعمل الجماعي دون استئثار لأحد على آخر، فالجميع يكسب ويتميز من أجل المنظمة وتميزها.

إن الذكاء العاطفي يُعدُّ أحد العوامل المهمة والمؤشرة على تميز القائد في هذا الجانب من خلال إنصات هادف يشجع الطرف الآخر على إبراز قدراته والاستفادة منها، والاستماع لما يتم طرحه بين الطرفين؛ لمد جسور التواصل بين الطرفين، وعرض رؤى وأفكار كل طرف على الآخر دون مقاطعة أو استحواذ على الحديث ونقاشه على حساب الطرف الآخر، وبذلك كله تتحقق أهداف القيادة المرسومة من أجل الارتقاء بالمؤسسة وتطويرها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.