: آخر تحديث

رؤى تجديد المحتوى... "إيلاف" نموذجاً

1
1
1
مواضيع ذات صلة

يتوافق اليوم مع إتمام "إيلاف" العام الرابع والعشرين، كأول يومية تنطق لغة الضاد، وتحتل موقع الريادة في الفضاء العالمي للإعلام الإنترنتي. يومذاك (21-5-2001) بدا إقدام عثمان العمير على إطلاق سراح الرؤية من قفص الحلم إلى مرحلة التخطيط، فإعداد فريق التحرير والتقنيين، ثم الإصدار، نوعاً من المغامرة التي يمكن القول، بلا تردد، إنها كانت في تضاد تام مع ضمان شروط النجاح، والأخذ في الاعتبار حسابات الربح والخسارة. إذ ذاك هو الحال، أخذ كثيرون، بينهم أصدقاء قُدامى للأستاذ العمير، وزملاء عمل رافقوا، صحافياً، مشوار تجربته الطويل، بمنطق أن الشك يسبق، أحياناً، اليقين، فراحوا يشككون، إشفاقاً عليه، وليس تشكيكاً بقدراته المِهنية، في إمكانية أن يُحَلِّق مشروع "إيلاف" عالياً قبل أن يصطدم بصخور واقع عالم "بزنس" لا يرحم الحالمين، ولا يشفق على المغامرين.

أرشيف إيلاف – 2006: بكر عويضة وعثمان العمير خلال حفل إطلاق 
أرشيف إيلاف – 2006: بكر عويضة وعثمان العمير خلال حفل إطلاق "إيلاف ديجيتال"

قبل الغوص أكثر في التفاصيل، يهمني القول إنني أدرك مسبقاً إحتمال أن توصف مقالتي هذه بما يُعرَف في دارج كلام الناس العوام، وربما الخواص كذلك، بتعبير "الشِهادة المجروحة". إذا قيل هذا، فهو مُحق، ولن يسبب أي ضيق لي، خصوصاً إذا استند إلى حقيقة أنني عملتُ إلى جانب عثمان العمير في صحيفة "الشرق الأوسط" حتى استقالته من منصب رئاسة تحريرها في الخامس عشر من سبتمبر (إيلول) عام 1998، ثم مستشاراً لفريق التحرير في "إيلاف" خلال فترات متقطعة بدأت صيف 2005. إنما، يجب أيضاً استدراك جانب آخر للمقالة خلاصته أن الموضوع ليس منحصراً بشخص العمير فحسب، وإنما يتعلق بأهمية سلوك نهج رؤى استشفاف المستقبل، سواء لدى الفرد، أو بين جموع الناس عموماً. فمن المعلوم أن أصحاب الرؤى المستقبلية، المعروفين بوصف  "VISIONARY"، هم النبع الذي يمد المجتمع بالقادرين والقادرات فعلاً على التفكير بأساليب التجديد في مختلف ميادين ومجالات القطاعين العام والخاص.

إقرأ أيضاً
بكر عويضة: تربطني بـ"إيلاف" علاقة أسرية

حقاً، وُجِد المُستَقْبَليون كي يثوروا، عقلاً وليس شططاً، على مضمون ساد أزماناً، وأمسى خارج العصر، فيأتون بمنهج جديد يُحدِث التجديد المعاصر للمحتوى كي يواكب حاضر الزمن، وفي الآن نفسه، يُجَهَز بأدوات التعاطي مع كل حدث مُقبِل، فلا تفاجئ عوام الناس نتنائجُ كوارث لم تستعد لها القيادات غير الرؤيوية. ضمن هذا السياق، يجوز القياس على ما سبق في شأن انتكاس، أو تقدم، أي مجال في مجتمعات عدة.

الإعلام أحد أهم هذه المجالات. ومعروف لكل ذي وذات صلة، أو صلات، بهذا المجال أن تجديد المحتوى، وتحديث الممارسة، واجها دائماً تحديات كثيرة. إنما يلفت النظر، وهو أمر خبرته عبر تجربتي المِهنية، أن معارضة التجديد، تصدر أحياناً عمن يُنتَظَر منهم ومنهن، كجيل شاب، إبداء الحماسة إزاء كل جديد غير متنافٍ مع أسس المنطق المِهني المُتعارَف عليه. بيد أن بديهية التجديد تتجاوز دائماً العقبات، وتمضي على الطريق غير آبهة للعقبات. ذلك تحديداً كان، ولا يزال، إنجاز عثمان العمير خلال أربع وعشرين عاماً يتألف منها مشوار "إيلاف" المتميز. حقاً، وُلِد المشروع آنذاك تجسيداً لرؤية صحافي تطلع مُسبقاً للمستقبل، فاستحق هو وصف "المُسْتَقْبَلي" بامتياز، ونالت هي الموقع الريادي بجدارة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.