القمة السعودية المصرية في نيوم تأتي في وقت مهم للغاية في ظل الأوضاع التي يمر بها العالم العربي وخاصةً مسار القضية الفلسطينية والأحداث التي تمر بها غزة، فالتنسيق بين الرياض والقاهرة مهم من أجل المزيد من التشاور المؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الإقليم.
العلاقات بين الرياض والقاهرة تمثل ثقلاً سياسياً واقتصادياً مهماً في ظل شراكتهما الاستراتيجية التي يسعى البلدان إلى ترسيخها وأخذها إلى آفاق أوسع وأرحب، وتؤكد حرصهما المشترك على التشاور المستمر بما يعزز المصالح المشتركة في جميع المجالات، فهما قد رفعا شراكتيهما إلى المستوى الاستراتيجي عطفاً على علاقاتهما التاريخية، فالمملكة كانت -وما زالت- داعماً رئيساً لمصر سياسياً واقتصادياً ما أسهم في تعزيز أمنها واستقرارها.
العلاقات السعودية المصرية ركيزة في منظومة العمل العربي المشترك، فهي تمثل محور التوازن في المنطقة، ومن خلالها يتم تعزيز الجهود كافة من أجل الأمن والاستقرار والتنمية في ظل التوترات الإقليمية والدولية التي تحتاج إلى المزيد من التنسيق على أعلى المستويات حفاظاً على المكتسبات ودرءاً لمحاولات شق الصف العربي، من هنا جاءت زيارة الرئيس المصري إلى المملكة لتعزز أواصر العلاقات بين البلدين، ولمزيد من تنسيق المواقف تجاه القضايا العربية، وأيضا العلاقات التاريخية التي تعود إلى عقود طويلة كانت فيها العلاقات -وما زالت- تمثل حجر الزاوية لاستقرار وأمن وتنمية الإقليم.
الشراكة السعودية المصرية مرشحة للمزيد من التطور في المجالات السياسية، والاقتصادية والتنموية كافة، وهذا الأمر يصب في صالح البلدين، كما يصب في صالح العمل العربي المشترك الذي يتطلب تعاوناً وثيقاً وتنسيقاً مكثفاً وصولاً إلى التكامل المنشود.