: آخر تحديث

السفر من أجل الصورة

6
4
5

كما تطوَّر مفهوم السفر والسياحة، تطوَّرت معه حاجات الناس وتطلعاتهم ورغباتهم، فقد تجاوز السفر مفهوم الترفيه أو الرغبة في الخروج من روتين الحياة، وتحوَّل عند البعض إلى طقس متكرر، طوال أيام العام.لم تعُد الرحلات السياحية محصورة بأوقات محددة من العام، مثلما كان يحدث سابقاً، لأننا نشاهد ونسمع عن برامج سياحية إلى مختلف دول العالم طوال أيام العام وهناك من يستجيب لمثل هذه الإعلانات ولا تمضي عدة أشهر إلا وهو في رحلة سياحية جديدة، هذا السلوك يمكن ملاحظته بسهولة عند البعض، فلم تعد إجازاتهم مرتبطة بالإجازات الرسمية، أو بالحاجة النفسية، بقدر ما باتت سلوكاً اعتيادياً يسبب لهم ضغوطاً مالية وأيضاً وظيفية.بطبيعة الحال، ليست المشكلة في السفر، لكن المشكلة عند غياب التخطيط والتنظيم والتكرار بلا ضوابط وهذه الحالة تسبب خللاً في الالتزام الوظيفي، لأن الموظف يجد، في نهاية المطاف، أن رصيده من إجازاته السنوية لا يكفي، ومن هنا يبدأ في وضع الأعذار وتلمس أي فرصة، ولا ننسى أثر عدم إنجاز المهام الوظيفية، فضلاً عن التشتت الذهني وضعف الثقة مع زملائه ومديريه وهو ما يحد من تطوره المهني، بل قد يتعرض للمساءلة الإدارية.الجانب الآخر أننا نعلم أن من ينفقون الأموال على رحلات السفر المتكررة، هم في الحقيقية يتعمدون على بطاقات الائتمان، أو القروض المؤجلة وقد يستهلكون مدخراتهم، ونحوها وهذه نتيجتها في نهاية المطاف، بالغة السوء، فهو لم يضع الأموال في أصل منتج يستفيد منه، وبالتالي، هو لا يقوم بتأمين المستقبل المهني ولا الأسرى وتجده بلا قاعدة مالية، مجرد ذكريات عن رحلات عابرة، لا قيمة لها على أرض الواقع، بينما الرحلات الحقيقية التي كان المفروض التركيز عليها، ليست السفر إلى الجزر البعيدة ولا إلى العواصم المزدحمة، بل تأسيس مسار حياتي مستقر مهنياً ومادياً.يجب علينا جميعاً الوعي بمفهوم ثقافة الاستعراض وتجنبها والتي عززت مفهوم السفر من أجل الصورة.والسفر محمود، وفق أسس وضوابط، ويكون مفيداً وأكثر ثراء إذا عرفنا متى نسافر وأين. هناك رحلات تضاعف حماستك وتعيد شحن طاقتك، وتحتاجها النفس البشرية، وهناك رحلات تهدر المال، وتتعب النفس والروح وهي التي يجب تجنبها والتركيز على الأولويات الحياتية. www.shaimaalmarzooqi.com


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد