بحزمة من الأهداف والتطلعات، جاء إطلاق رؤية المملكة 2030، التي أعلن تفاصيلها للمرة الأولى، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في العام 2016، ومن بين هذه الأهداف، تعزيز التقنيات الحديثة في مفاصل الدولة، باعتبارها ركيزة أساسية، تقود مسيرة التحول الاقتصادي والاجتماعي، ولتحقيق ذلك، شجعت الدولة على جذب الاستثمارات، في صورة مشاريع، تستهدف توطين التقنيات الحديثة والابتكارات، وبرامج الذكاء الاصطناعي، بما يساعد على تشييد بنية تحتية رقمية نموذجية في عموم المملكة، تساعد على تقديم منظومة خدمات إلكترونية سريعة، بكفاءة عالية وأمان تام، بما يحقق رضا القيادة الرشيدة والمواطن معاً، وهو ما رأيناه جميعاً يحدث على أرض الواقع، ويعكس شغف مجتمعنا السعودي بالتقنيات الحديثة، والسعي لجعلها عنواناً بارزاً تنظم حياتنا اليومية.
ولتحقيق ما سبق، سعت القيادة الرشيدة إلى تطوير مهارات المواطن، وصولاً إلى إيجاد جيل من التقنيين يقود رحلة التحول الرقمي في أوساط المجتمع، وتحت هذا التوجه، يأتي "مؤتمر أبشر 2025" الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في 17 من شهر ديسمبر الجاري، ليكشف عن ملامح لقصة كفاح الوزارة في تفعيل التحول التقني في جميع خدماتها المقدمة للمواطن والمقيم، وهو ما يعكس حرص القيادة الرشيدة على اعتماد التقنيات الحديثة، في مؤسسات الدولة كافة، ومن هنا، سيحرص المؤتمر المرتقب، على أن تتناول فعالياته كل مسارات التقنية المستحدثة في أروقة الوزارة، وإظهار درجة اعتياد المواطن والمقيم على استخدامها والاستفادة منها، وهو ما يعكس في الوقت ذاته، حجم التطور التقني الذي تعيشه المملكة، تحت مظلة رؤيتها الطموحة.
ولست مجاملاً، إذا أعلنت أن مؤتمر أبشر 2025، بما يشهده حالياً من تجهيزات مكثفة، سيخرج بشكل مُبهر، يجذب إليه الأنظار، ليس لسبب سوى أن مساراته متنوعة، وبها ما يحفز المهتمين والمتخصصين في التقنيات، على التفاعل معها بشكل أو بآخر، ويشير إلى ذلك، فعاليات المؤتمر، مثل هاكاثون "أبشر طويق"، و"البرامج الاحترافية" التي تمنح شهادات احترافية من كبرى الشركات لتمكين الكوادر والكفاءات في مختلف مجالات التقنيات المتقدمة، و"اللقاءات الإثرائية"، بما تتضمنه من جلسات معرفية وحوارية، هذا بخلاف "مبادرة تحديات طويق"، والدورات الإلكترونية، وبرامج تقنية الناشئين، والدورات الإلكترونية، وليس ختاماً بورش عمل، هي بمثابة لقاءات معرفية، يقدمها نخبة من الخبراء والمختصين، وهذا كفيل بجعل المؤتمر منصة لنشر المعرفة التقنية، وتوسيع التأثير الإيجابي لدور التقنية في المجتمعات البشرية.
لا أبالغ إذا أعلنت بعبارات واضحة، أن تنظيم وزارة الداخلية لمؤتمر أبشر 2025، يُعد فكرة رائعة وذكية، وخطوة مهمة، تبين ما وصلته مؤسسات المملكة من مستوى كبير في تعزيز التقنيات الحديثة في عملها اليومي، هذه الفكرة ترتقي في مضمونها، ليصبح معها المؤتمر، حدثاً وطنياً، يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي وعدت قبل نحو تسع سنوات، بإيجاد وطن قوي ومتطور، يشارك دول العالم الأول المتقدم اهتماماتها باستشراف مستقبل تقني مميز.

