ضياء رشوان
إنها الحملة الأكثر شراسة وكذباً التي تشنها جماعة «الإخوان» والجهات الملتحقة بها على النظام السياسي في مصر، منذ إسقاط شعبها الأبي حكم الجماعة بثورته العظيمة في 30 يونيو 2013.
أما عن هذه الأكاذيب فخلاصتها بسيطة ومباشرة، بحسب مزاعمهم: مصر هي التي تحاصر قطاع غزة، وتتآمر على أهله بمنع دخول المساعدات الإنسانية من غذائية وطبية إليه، مع كامل قدرتها على كسر هذا الحصار! اندفعت تقول هكذا، كل أبواق الجماعة والملتحقة بها.
وبدا سعار الهجوم على مواقف الحكم المصري لافتاً لكثيرين ممن لا يدركون تقدير الموقف الإخواني لهذه اللحظة، كما لم ينتبهوا لما يشوب هذه الحملة من متناقضات وأكاذيب صارخة قاتلة فيها ولها.
وأما عن المتناقضات الفجة القاتلة والتي تؤكد أن السابق هو الهدف الحقيقي للجماعة وإعلامها فهي أكثر من أن تحصى. وللاختصار، نشير أولاً إلى أن استراتيجية الإخوان الحركية الرئيسية تمثلت في حشد أفرادهم والجهات الملتحقة بهم.
وأما التناقض الثاني الكبير فهو يأتيهم من إسرائيل نفسها، فلمرات عديدة، وعلى ألسنة كبار قياداتها السياسية والعسكرية والبرلمانية، اتهموا مصر بأنها هي التي تساند مقاومة شعب غزة بكل ما لديها من سبل، وبأنها بتحديث جيشها وبإبقائه على أهبة الاستعداد تكتيكياً واستراتيجياً، تمثل تهديداً حقيقياً وخطيراً على أمن إسرائيل.
وفي الشهر نفسه، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، هرتسي هاليفي، عن قلقه مما أسماه: التهديد الأمني من مصر، لأن جيشها كبير ومتطور وحديث في كل قطاعاته.