سلطان ابراهيم الخلف
دمّر الإرهابي نتنياهو الأحياء السكنية بالكامل في غزة، وكذلك المستشفيات، والمدارس، والمساجد، والكنائس، ولم تسلم من تدميره مراكز «الأونروا» -وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين- التي تقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية.
بل تمادى عندما اتهم «الأونروا» بأنها متورطة في الإرهاب، ومنعها من ممارسة وظيفتها كمؤسسة رسميّة أمميّة، الأمر الذي يؤكد أن نيّة الإرهابي نتنياهو كانت تتجه نحو تجويع سكان غزة، في حرب الإبادة التي يشنها عليهم منذ عملية طوفان الأقصى البطولية.
والمعروف أن «الأونروا» هي الوحيدة التي تمتلك إمكانيات كبيرة، من مراكز توزيع تبلغ 400 مركز، ولجان متخصصة يبلغ عدد أفرادها 13 ألفاً من الموظفين، كما تملك المعلومات عن سكان غزة، ولذلك لا بديل آخر عن الوكالة قادر على توزيع المساعدات في كل أنحاء غزة التي يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون فلسطيني.
المساعدات التي أدخلت إلى غزة منذ أيام، وكما صرّح مسؤولو «الأونروا»، لا يمكن أن تفي بالقليل من حاجة السكان الذين يقوم الإرهابي نتنياهو بتجويعهم.
وهي عبارة عن دعاية إنسانية فاشلة من دعايات الإرهابي نتنياهو، التي يحاول فيها خداع العالم الذي اكتشف أن «مؤسسة غزة الإنسانية» التي أنشأها مع حليفه الأميركي لتسليم المساعدات الإنسانية، ما هي إلاّ مصيدة لقتل الفلسطينيين الذين يتوافدون على مراكزها، فاقمت من مأساة المجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون منذ استئناف العدوان الصهيوني في مارس الماضي بعد الهدنة الأخيرة في غزة.
كما أنه لا يمكن إدخال المساعدات الإنسانية من دون أن يكون هناك وقف كامل للعدوان الصهيوني على غزة، والسماح بإدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً، مع فتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح، والسماح «للأونروا» بتكفّل عملية توزيع المساعدات.
عدا ذلك، فإنه لا يعدو كونه مجرد محاولة لذرّ الرماد في العيون.
لا ينفع الإرهابي نتنياهو محاولاته تلميع صورته، أو التفلّت من جرائم الحرب التي يرتكبها في غزة، بالتظاهر بتقديم المساعدات، فقد ارتبطت بشخصه كل صور الجرائم من تدمير غزة، وقتل المدنيين بالقصف العشوائي، والتجويع حتى الموت، والحرمان من الكهرباء، وصار من مشاهير مجرمي الحرب وقتلة الأطفال، الذين تلعنهم مواقع التواصل الاجتماعي العالمي، وتطالب بمحاسبته.
يبقى أن الموقف الأميركي الداعم للإرهابي نتنياهو، هو ما يشجعه على التمادي في عدوانه، وصار المسؤولون الأميركيون ناطقين باسم الكيان الصهيوني، وصهاينة فاقوا صهاينة الكيان الصهيوني، وتحت سيطرة منظمة «أيباك» الصهيونية، التي اشترت غالبيتهم بملايين الدولارات، وهو ما دفع الكثيرين من الأميركيين إلى التفكير في تحرير بلادهم من قبضة تلك المنظمة الصهيونية، والمطالبة بالتعامل معها على أنها جهة أجنبية عميلة للكيان الصهيوني، يجب إخضاعها للقوانين الأميركية، للحد من نفوذها الذي يسيء إلى سمعة الدولة الأميركية، حيث كشفت مأساة سكان غزة، أنها لم تعد راعية للسلام والأمن العالمي، واحترام حقوق الإنسان.