عبدالعزيز الفضلي
«مَن يُجرِّب شيئاً يعرف حقيقته أكثر من غيره»، و«ليس من رأى كمن سمع»، وقديماً قيل «اسأل مُجرّب ولا تسأل طبيب».
في اعتقادي أن أكثر الناس شعوراً بمعاناة إخواننا وأهلنا في غزة، هم أهل الكويت - خصوصاً الذين صمدوا داخل البلاد- لأنهم جرّبوا معنى العيش تحت ظل الاحتلال، خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت (أغسطس 1990 - فبراير 1991).
لقد تعرض أهل الكويت خلال الغزو إلى أنواع شتى من الأذى والقهر والتنكيل!
قُتل الآباء والأبناء أمام أنظار أمهاتهم وذويهم، لم يشعر الناس بلحظة أمان واحــــــدة، تم اقتحام البيوت وخطف واعتقال الناس من الشوارع والمساجد!
تعرض المعتقلون لأصناف شتى من التعذيب، فلا يخرج المعتقل إلا قتيلاً أو معاقاً أو فاقداً لعقله، ونادراً ما يخرج سليماً بعد أن يدفع الرشوة إلى بعض قيادات المحتل!
عانى الناس من نقص الطعام وحليب الأطفال والدواء، وانقطاع الكهرباء والماء.
وقفوا طوابير طويلة عند الجمعيات التعاونية ومراكز بيع المواد الغذائية، والمخابز ومحطات تحلية المياة وبيع الوقود (البنزين).
من يخرج من بيته، مفقود، ومن يرجع إليه سالماً، فهو مولود!
أثناء الاحتلال كان ألمنا شديداً عندما نسمع عن مواقف التخاذل والشماتة من قوم كنّا ننتظر منهم التأييد والمناصرة، وكم كان يزعجنا ويؤلمنا ترديدهم لأكاذيب ودعايات المحتل!
وكنّا نفرح ونستبشر عندما نسمع عن مواقف الدعم والمساندة من الحكومات والشعوب الشقيقة والصديقة.
لذلك لن نستغرب أن يقف أهل الكويت بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم وعلى المستوى الرسمي أو الشعبي، مع أهل غزة.
من هنا، أدعو إلى أهمية التعجيل في فتح المجال للمؤسسات الخيرية كي تمارس دورها الإنساني في إغاثة أهلنا في غزة.
كما أدعو الإخوة الخطباء والأئمة إلى طرح قضية غزة في خطبهم، وأدعوهم إلى القنوت في الصلوات من أجل غزة، خصوصاً أن هناك تعميماً من وزارة الشؤون الإسلامية يحث عليه.
وأحث النشطاء في وسائل التواصل على الاستمرار في دعم القضية.
متفائلون بأن الاحتلال الصهيوني سيندحر من غزة وفلسطين، كما اندحر خائباً جيش الاحتلال العراقي من الكويت.
ولرب نازلة يضيق بها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فُرِجت وكنت أظنها لا تفرج
X: @abdulaziz2002