عماد الدين أديب
أزمة أي مفكر يحترم عقله هو صراعه مع أفكاره!
«الفكرة» هي التي تحرك ضمير وعقل وسلوك أي إنسان نشأ في تعليم متسامح، وعائلة طيبة، وثقافة تحترم التعددية، ومجتمع يحترم الخصوصية، ونظام قانوني متوازن، يوازن بين حق الفرد وحق المجتمع.
أزمة عالم اليوم، التي ظهرت في الولايات المتحدة وألمانيا والمجر والأرجنتين والنمسا، هي ظهور تيار قوي من اليمين المتطرف، الذي لا يحترم التعددية، ويسعى إلى الانفراد بالسلطة، وحجر أفكار الآخرين، واتخاذ إجراءات عقابية ضد كل من يخالفه الرأي.
يخطئ كل من يعتقد أنه لا علاقة سببية تؤدي إلى التقدم الصناعي والتكنولوجي.
حرية التفكير بكل ضماناتها هي الطريق السليم لحرية الإبداع وحرية الابتكار، وإحداث تغييرات جوهرية، وإحداث قفزات نوعية في جودة الحياة اليومية للمجتمعات.
ظهور التيارات اليمينية في الغرب يهدد مشروع الديمقراطيات الغربية، الذي قامت على أساسه أفكار مثل الاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو، والدول الصناعية السبع الكبار، ومجموعة العشرين.
كل هذه التجمعات قامت على مبدأ أنه تَجمُّع بين دول ديمقراطية تؤمن بالحريات العامة وحقوق الإنسان وحق التعبير وحرية العمل والاستثمار، وحق الخيارات الشخصية في الحياة.
وفي بدء الخمسينيات قيل إن الديمقراطيات لا تحارب بعضها البعض، قد تتنافس في كل المجالات، ولكن لا يغزو بعضها البعض.
قبل ذلك، بعدما شهد العالم أهوال وكوارث الفكر الأحادي الاستبدادي للنازية والفاشية، وبعدها بـ 40 عاماً سقطت الستالينية، التي أسست الاتحاد السوفييتي القديم، ودول الستار الحديدي في أوروبا الشرقية.
3 أخطار كبرى تهدد هذا الكوكب:
1 - تلوث البيئة.
2 - اختلال التوازن بين الفقراء والأغنياء.
3 - تلوث الديمقراطيات.
والأخيرة هذه هي أخطر الأخطار.
فقط تأملوا مواقف الأحزاب النازية الأوروبية والأحزاب الدينية، واليمين الفرنسي المتشدد، وحركة تيار «الماجا» الشعبوي، الذي يحرك البيت الأبيض في واشنطن.