يتواكب اهتمام المملكة بتعزيز قدراتها الدفاعية مع حجم التحديات التي يعيشها العالم، من منطلقات أهمها أنه لا تنمية دون التحصين بقدرات دفاعية تصونها وتحفظها، ولا صوت مسموع دون قوة رادعة تحمي المواقف وتؤكد السيادة.
لا شك أن بناء دولة قوية قادرة على صيانة أمنها والدفاع عن مكتسباتها بات ضرورة تمليها التحولات المتسارعة في المشهد الدولي، وفي خضم ذلك، ينظر العالم إلى المملكة على أنها دولة سلام من خلال مواقفها المتوازنة ودعمها لكل جهد يفضي إلى تحقيق الأمن والاستقرار العالميين.
ودعمت القيادة الرشيدة القوات المسلحة وطورت من إمكانياتها والرفع من كفاءتها وجاهزيتها القتالية عبر تحديث الأنظمة والتجهيزات، وتطوير برامج التدريب، وتعزيز التكامل بين مختلف أفرع القوات عبر رؤية شمولية تجعل من القوات المسلحة قوة محترفة قادرة على مواجهة مختلف التحديات.
وفي سبيل تعزيز قدراتها الدفاعية، تتجه المملكة من الاستيراد إلى توطين الصناعة العسكرية وفق رؤية استراتيجية تهدف لرفع نسبة المحتوى المحلي وتمكين التقنيات الوطنية، هذا التحول يعكس توجهاً واعياً لتقليل الاعتماد الخارجي وبناء قاعدة صناعية مستدامة توفر احتياجات القوات المسلحة وتفتح آفاقاً اقتصادية جديدة تعتمد على الابتكار ونقل المعرفة.
وتأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لحفل افتتاح مرافق قاعدة الملك سلمان الجوية بالقطاع الأوسط تتويجاً لمسار طويل من التطوير، ودليلاً على التزام الدولة بتعزيز بنيتها الدفاعية وبناء منشآت عسكرية متقدمة تعتمد على أعلى المعايير العالمية. فالقواعد الجوية الحديثة ليست مجرد منشآت عسكرية، بل مراكز استراتيجية تدعم جاهزية الدفاع الوطني وتعزز أمن المنطقة بأكملها.
المملكة تمضي بثبات نحو بناء قوة دفاعية راسخة قادرة على صون مكتسباتها، وفي الوقت نفسه تواصل رسالتها الداعية إلى السلام والاستقرار، لتؤكد للعالم أن القوة عندما تقترن بالحكمة تُصبح ركيزة للتنمية وشريكاً في صناعة مستقبل آمن للجميع.

